ارتبطت الأغنية الشعبية بألحان الموروث الأصيل (كالعرضة- السامري- الهجيني- المسحوب- المجرور- الخبيتي) وغيرها. لهذا كانت الأقرب لملامسة عبق وجدان الناس وامتزاجها ببيئتهم وذكرياتهم، بحكم التأثر والتأثير، وقد عاد وهجها مؤخراً وهو (إنصاف لها ومُنجز) يُحسب لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه معالي الأستاذ تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، وعليه فإن مواكبة الأغنية الشعبية للنهضة الشاملة يتطلب تسجيل حضور قوي لها من لدن الفنانين الشعبيين، وتحديداً فيما يخص جودة القصيدة كركيزة لنجاح الأغنية الشعبية في الحقبة الماضية على يد أكثر من فنان شعبي رحلوا من هذه الدنيا مثل الفنان سلامة العبدالله -رحمه الله- الذين استطاعوا أن يطوروا في الأغنية الشعبية ومواكبتها لذائقة الأجيال دون المساس بثوابتها في اللحن والأداء، مما أوجد لها قاعدة شعبية كبيرة بشكل متجدد -آنذاك-، فقد كانت القصائد المؤداة لكبار الشعراء -رحمهم الله-؛
مثل الشاعر الأمير سعود بن بندر، والشاعر حمد المغيولي، والشاعر أحمد الناصر وغيرهم. لهذا ما زالت أصداء هذه القصائد المغناة بأصوات الفنانين الشعبيين تتردد بين الناس إلى يومنا هذا، وبإعجاب لا ينضب،
من ذلك قصيدة الأمير سعود بن بندر بصوت الفنان سلامة العبدالله (علي سبيل المثال لا الحصر):
تولعت بك والله كتب لي على فرقاك
حسبي على الحظ الردي كانه أشقاني
أنا ما شعرت إني مع الناس قبل ألقاك
ولا ذقت للدنيا طعم قبل تلقاني
ولا كنت أحس بلوعة الحب قبل أهواك
ولولا عيونك ما كتبت أجمل ألحاني
وكذلك من أداء الفنان سلامة العبدالله، وكلمات الشاعر أحمد الناصر الشايع:
هل دمعي على خدّي نهار الوداع
يوم قالوا فمان الله جاني بلاي
التفت والتحضني بالعيون الوساع
وارسل الدمعه اللي زاد منها عناي
خايفٍ من فراقٍ ما وراه اجتماع
يالله اليوم لا تقطع رجاه ورجاي
** **
- محمد بن علي الطريف