كثيراً من الأحيان نغوص في عالم القراءة لمختلف أنواع الكتب العالمية والعربية والتي نبحر فيها مع الكاتب لعوالم أخرى نعيش فيها كافة تفاصيل خياله الساحر بما ينقله لنا من معلومات ثرية وبما خطت به أنامله من كنوز فكره الخصب.. ونسترسل في القراءة بشغف في كل صفحة لنستمتع بجولتنا داخل عقل الكاتب بما يعكسه لنا ذلك الكتاب عنه.
من منطلق هذه البداية الجميلة والتي دائما أعيشها شخصيا عند قراءتي لأي كتاب نافع هادف بحيث ينتقل القارئ لقمة المعرفة والاستمتاع وكأنه يشاهد فيلما وثائقيا ثلاثي الأبعاد بالصوت والصورة. فنسرح بمخيلتنا لنعيش هذه الأجواء الرائعة معه.
وهذا ما حدث معي تحديداً في معرض الكتاب السعودي لهذا العام 2019 /1440 عند قراءتي للمرة الأولى لكتاب المؤلف المبدع المستشار الأستاذ/ صالح بن محمد الشويرخ في كتابه (مجلس الشورى السعودي خلال ربع قرن) والذي تحدث فيه عن كافة تفاصيل هذه المنصة الحكومية الهائلة والتي يجهل الكثير عنها مهامها وخدماتها المتميزة للبلاد والعباد، حيث تناول الكاتب بداية إنشائه في عصر الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله عام 1346هـ والذي اتخذ من الشورى سمة بارزة للإسهام في تنظيم هذه البلاد.. وقد طرزت صفحات الكتاب بالعناوين الهامة التي تخص المجلس من مراحل وأحداث ومناصب على التوالي في عصر الملوك المغفور لهم بإذن الله.
وتقسيم الكتاب إلى فصول تتناول أهم الموضوعات والقرارات التي تخص الوطن والمواطن. والتي كان من ضمنها دخول المرأة كعضو في مجلس الشورى ومساهمتها الفاعلة في ذلك.
وكيفية اختيار الأعضاء فيه وتوزيع اللجان الهامة التي من شأنها مناقشة كل ما يخص قضايا المواطنين وحلولها بأسهل الطرق وأيسرها والمسارعة لعقد اللجنة المختصة في هذا الأمر لاتخاذ التوصيات اللازمة لحل المشكلة والنهوض بها لمستوى التقدم الحضاري المنشود.
وفي الحقيقة شاهدت ذلك بأم عيني حينما تمت استضافتي من قبل اللجنة التعليمية داخل مجلس الشورى لحضور ومناقشة الجلسة الحوارية لأوضاع التعليم الأهلي ومعالجة أبرز عوائقه لما لهذا المجال في بلادنا من أهمية كبرى نسعى جميعا للوصول بها لأعلى المستويات فبالعلم نرتقي ونسمو ونستنير من ظلمات الفكر الجاهل بنقص المعلومات والمعارف.
وهذا ما لمسته في كتاب الأستاذ المستشار صالح الشويرخ والذي يعتبر بوابة معرفية انتقلنا من خلال صفحاته لزوايا ومهام وصالات مجلس الشورى الذي يشرفه الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بحضوره والاجتماع مع رئيس المجلس د. الشيخ عبدالله آل الشيخ وكافة الأعضاء المختصين لمداولة أهم القضايا المحلية والدولية.
وفي يوم الثلاثاء 25/10/1440 تمت دعوتي لحضور الندوة الحوارية لمناقشة وطرح الأسئلة حول كتاب المؤلف المخضرم المستشار الأستاذ / صالح الشويرخ، مع حضور منوع من الكتاب والضيوف وأعضاء وعضوات مجلس الشورى والوفد الإعلامي المسؤول عن بث ونقل هذه الندوة على ضيافة مركز التدريب المثالي، ويدير الجلسة الحوارية د. سليمان العيدي، حيث تم طرح عدة أسئلة على الكاتب حيال تأليفه لهذا الكتاب ووسائل نشره وتوزيعه والذي حظي بإعجاب الكثير.
يعتبر هذا الحدث الذي قام به المستشار الشويرخ والذي لم يسبقه إليه أحد من أهم الأعمال الإنجازية في تاريخ المجلس، حيث يعتبر كتابه هذا بوصلة تغنيك عن البحث لأي معلومة تحب معرفتها عن مجلس الشورى في ربع قرن.
حقيقة لأحصي في مقالي هذا شكري وثنائي للكاتب المبدع في كتابه المتميز والذي يفضل أن نحذو حذوه في كل دائرة ومنشأة حكومية لها زمن في خدمة الوطن والمواطن، وتكون هذه المؤلفات موثقة في معرض الكتاب السعودي سنويا وبمكتباتنا المحلية حتى يطلع عليها الجميع بكل يسر وسهولة، مع تمنياتي للجميع بالتوفيق والسداد لما فيه خير وفلاح ونجاح لديننا ومليكنا وبلادنا الحبيبة.
** **
تويتر / wafa_s_als@
تلقرام/ https://t.me/AgeOfWisdom