د. صالح بن سعد اللحيدان
قلت في الجزء الأول مما سلف ما فحواه (جرت العادة لدى بعض المصنفين أنهم يصنفون الكتب خلال طرق عديدة كان ذلك سبباً في حصول الآثار الواهية). وفي هذا الجزء أبين شيئا ذا بال مما وقع عند القوم في مختلف الأحايين فمن ذلك ما يلي :
1 / الخلط بين آراء الطبري والطبراني مما قالاه أو روياه.
2 / الخلط بين عبد الله بن زيد الأنصاري .. وبين عبد الله بن يزيد الأنصاري وهذا يشكل خللاً في الرواية.
3 / الخلط بين غزوة بدر الكبرى .. وغزوة بدر الصغرى.
4 / الخلط بين جبل أحد .. وجبل الرماة.
5 / الخلط بين معاوية بن أبي سفيان .. ومعاوية بن يزيد .. وكلاهما أموي ومعاصر للآخر.
6 / الخلط الشديد بين (سيرة ابن إسحاق الأنصاري ,, وبين سيرة ابن هشام الأنصاري ) وكلاهما مؤرخ وراوٍ .
7 / ما أورده بعضهم ممن ذكرت كتبهم حول (قصيدة) (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع) وهذه رواية ضعيفة جداً لم تحصل أصلاً لكن رواها دون سند كثير من الرواة اعتباطا.
8 / الخلط بين عبد الله بن أبي سلول .. وعبد الله بن عبد الله ابن أبي سلول .
9 / الخلط بين ما وقع في بيعة العقبة الأولى .. وبيعة العقبة الثانية.
10 / التشابه بين أعمال (زياد بن أبيه) و(عبد الله بن زياد بن أبيه)
11 / الخطأ الذي وقع فيه بعض علماء التاريخ والنسابة أن (غسان) رجل ينسب إليه الغساسنة، بينما (غسان) اسم لوادٍ كبير وليس اسماً لرجل ما.
12 / الخلل الحاصل فيما يتم نقله بين (مقدمة ابن خلدون) و(تاريخ ابن خلدون) وهذه مشكلة .
13 / الخلط بين ألفية ابن مالك .. وألفية ابن مُعطٍ وإن كان هناك تشابه فهو توارد خواطر في أساسيات (علم النحو) ومن المعلوم أن ابن مُعطٍ سابق لابن مالك.
14 / وقد وجدتُ خلطاً حتى اليوم أثناء المحاضرات والدروس العلمية , ووجدت هذا في بعض الإصدارات , وهذا الخلط يقع بين التشابه في إعراب (المفعول به .. والمفعول له .. والمفعول لأجله) وهذه مشكلة نحويه سيئة ما لم ينتبه لها العلماء .. والكتاب .
15 / الخلط الفاحش بين (مسجد قباء.. وحي قباء) فيما يتعلق في الصلاة والأجر، فالحي لا مزية له أبداً إنما المزية تكون (لمسجد قباء) كما ذكره الإمام (ابن ماجه).
16 / الخلط بين (جامع أروى.. والجامع الكبي) في : صنعاء اليمن.
17 / الخلط بين (غدير خم.. وموضع غدير خم) وما تم فيه نحو: علي بن أبي طالب والصحابة ووهم الإمامية بالبيعة (لعلي) رضي الله تعالى عنه.
18 / ما ورد في تلك الكتب وأشباهها نحو: أن أئمة الإمامية أفضل من الرسل عليهم السلام وأنهم يعلمون الغيب.
19 / الخلط بين النعمان الأكبر والنعمان الأصغر في الجاهلية الأولى وما تم في زمن كل واحد منهما.
20 / إهمال السبب لفتح عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- (بلاد الفرس) والسبب أن ضعفاء وفقراء الفرس شكوا إلى عمر ما يلقونه من ملكهم من جور وظلم وتطاول.
21 / الخلط عند كثير منهم بسبب تلقف الرواية ومجرد النقل والإَضافات الخاطئة كما هي عن صاحب (الأغاني) و(مروج الذهب) أن (يزيد بن معاوية) أمر هكذا باستباحة المدينة، وأنه كان يعاقر المدام.
22 / كثرة النقل هكذا أن (هارون الرشيد) مولع بالجواري والمعاقرة (شرب الخمر) وكذا (المأمون).
23 / أن (طرفة بن العبد) قتل وعمره قرابة خمس وعشرين سنة
(25) وهناك اختلاف شديد ومعلقته يستوحى منها أنه قد تجاوز الثلاثين كثيراً.
24 / القول إن ابن سبأ من يهود الشمال والصحيح أنه من يهود اليمن الذين نزحوا إلى اليمن من بلاد الروم عام أربعمائة 400 قبل الهجرة النبوية , وإلا فلم يكن في اليمن يهود أصلاً قبل ذلك .
25 / تفضيل الحسين على الحسن (وهما أبناء علي) والصحيح أنهما في الفضل والمنزلة واحدة.
26 / أن (عبد الرحمن بن جرموز.. وعبد الرحمن بن ملجم) من العرب والصواب أنهما من الفرس وإنما هما عربيان بالولاء كحال (ياسر الحبيب) .
27 / وأن (سليمان بن عبد الملك) الخليفة الأموي أكل يوماً (أربعين بيضة وعشر دجاجات وتبع ذلك بخروف مشوي) ومن المعلوم طبياً وواقعاً أنه لا يمكن ذلك قطعاً .
28 / وما ورد كذلك أن (هاروت وماروت) يعلمان السحر لذات السحر يعلمان الناس , والصحيح أنهما يعلمانه من باب الفتنة وفك السحر.
وهذا إن صح فهو منسوخ فلا يجوز فك السحر بالسحر, لكن مجرد الرواية مشكلة.
29 / ولعله يكفي: (العلماء / والمثقفين / والأدباء) أن في: (الأغاني) و(البيان والتبيين) و(حدائق الأنوار) و(مقاتل الطالبين) قرابة خمس آلاف وثلاثمائة (5300) رواية وحديثاً لم تصح بوجه ما, ومع ذلك يتم الاستشهاد بما يرد في هذه الكتب, ويتم كذلك النقل كحقيقة مسلمة.