د. عبدالرحمن الشلاش
أكثر ما يشدك في القصيم الحراك الاجتماعي المستمر واللافت والنموذجي.. لا يمر أسبوع إلا وهناك مهرجان أو معرض أو مؤتمر أو مبادرة من المبادرات المتنوعة في كل المجالات. يحدث هذا دون تحديد في بريدة وعنيزة والرس والبكيرية والمذنب ورياض الخبراء والأسياح والبدائع وعيون الجواء والقوارة وغيرها من مدن ومحافظات القصيم وبمبادرات من أهلها وتنافس محمود جعل الجميع يتوق لتقديم الأفضل والأجمل.
يمر الوقت سريعا على أهل القصيم بمختلف المدن والقرى والأرياف فما أن تنتهي فعالية أو مناسبة إلا وتتبعها أخرى بفضل الطموح غير المحدود للمسؤولين ورجال الأعمال القصمان وتوافر البنى التحتية والإمكانات. الوقت والمكان مشبعان تماماً بالحراك النشط الذي لا يتوقف.
مهرجانات الربيع والغضا وأزهار الربيع في فصل الربيع، والتمور والعنب والرمان والفراولة في الصيف والشتاء، ومعرض الكتاب ومجموعة مبادرات لخدمة شباب المنطقة ورجال الأعمال، ومسابقات دينية واجتماعية ورياضية ومؤتمرات علمية تستضيفها المنطقة وحفلات ساهرة تؤكد قدرة شبابها وشاباتها على التنظيم ليس لفعالية واحدة وإنما مجموعة كبيرة من التنظيمات والمناسبات.
لعل وجود المراكز الحضارية المهيأة في أكثر من مدينة والميادين الفسيحة، والقاعات المجهزة والأفكار ودعم رجال الأعمال من الأسباب الرئيسة لما يحدث من حراك جميل أنعش القصيم وحولها إلى منطقة سياحة وجذب طوال العام وخير مثال حضور عدد من أبناء الدول المجاورة في منطقة الخليج، وهو دليل لا يقبل الشك على قدرة أبناء المنطقة على لفت النظر وإثارة الاهتمام وتحويل الميز النسبية التي تتمتع بها المنطقة إلى ميز حية قادرة على التنافس بقوة مع الآخرين، وتحويل تلك الفعاليات ليس من أجل الترفيه والمتعة فقط، وإنما من أجل الاستثمار أيضاً وتحقيق العوائد المادية المجزية والعمل التسويقي المنظم لكثير من المؤسسات والشركات والمصانع والمزارع.
من الظواهر التي تستحق التوقف عندها والإشادة بها تطوع كثير من الشباب والشابات في العمل ففي كل مناسبة تجدهم بكثرة وكلهم حماس وطموح، لكن المهم في هذه المسألة أن لا يتم استغلالهم من قبل مؤسسات تجارية ربحية تشغلهم وتكسب من ورائهم الأموال الطائلة دون أن تقدم لهم شيئا لقاء جهودهم.
ألمس في كل مهرجان أو معرض أو مؤتمر أو مبادرة كما يلمس غيري وجود داعم كبير متمثل في أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، حيث يقف خلف كل عمل يدعم ويشجع ويساند ويتابع ويرعى، وبتوجيهاته على مدار السنوات الماضية أصبحت القصيم مثلاً يحتذى في العمل الاجتماعي الإنساني، وفي المسؤولية الاجتماعية، فله كل الشكر والثناء بعد أن وجد في أهالي المنطقة خير معين لتحقيق الآمال.