سهوب بغدادي
فيما تشارف الإجازة على الانتهاء تكثر الإعلانات الترويجية للمدارس الأهلية لاستقطاب أكبر عدد من الطلاب في حين تتباهى المدارس الأهلية بمميزات أشبه بالخيالية كوسائل التعليم الحديثة والمناهج الأجنبية والكادر المؤهل وما إلى ذلك في ظل رفع المدارس الرسوم الدراسية بشكل سنوي لتتعدى 40 ألف ريال في العام الواحد وعلى الرغم من امتعاض الآباء والأمهات من استغلال المدارس الأهلية الواضح لهم إلا أنهم لا يملكون خيار آخر فبعض المدارس على سبيل المثال تتجاوز المعقول والمسموح كإلزام الطالب على شراء الكتب المدرسية بقيمة 2250 ريال إضافة إلى التكاليف الجانبية -للأنشطة والاحتفالات- على مدار العام. فلما نرضى بهذا الجشع؟ لم أجد سوى سببين وهما:
1- لأن مباني المدارس الأهلية أفضل ومجهزة بأثاث ومعدات أحدث.
2- نظراً لإتاحة المدارس الحكومية لجميع الفئات في الوطن بشكل مجاني يحرص الآباء على إحاطة أبنائهم بمجتمع مقارب أو مطابق لوضعهم والطبقة الاجتماعية والخلفية التي يأتون منها.
3- تميز المدارس الأهلية عن الحكومية بتدريس اللغة الإنجليزية بشكل مكثف إضافة إلى اللغات الأوروبية الأخرى كالفرنسية.
إذن، لو توفرت هذه الأمور أو أغلبها في مدارسنا الحكومية قد يعزف الكثير من الطلبة عن الانتساب للمدارس الجشعة وأكرر بأن أغلب المدارس الأهلية جشعة وتسعى لجمع الأموال ولا تتميز عن المدارس الحكومية في مجال التعليم أو كفاءة المعلمين شيئًا فالمدارس الحكومية بها معلمون لا مثيل لهم خاصةً وأن -عددًا كبيرًا منهم- يضطر إلى قطع مئات الكيلو مترات يوميا ليصل ويؤدي مهمته بكل تفانٍ وحب. فيما يتعلق بالحل، لن أطيل الحديث فالحل يكمن في الأسباب.