فيصل خالد الخديدي
من مقومات بناء شخصية الفنان التشكيلي الثقافة بشقَّيْها البصرية والمقروءة؛ فشخصية الفنان لم تعد مرهونة بالموهبة فقط، وإنما بالموهبة والاستمرار بالممارسة والجرأة في التجريب بمختلف الأساليب والخامات.. ويدعم ذلك كله ويقوِّمه سعة اطلاعه على كل ما هو جديد في عالم الفن والثقافة والأدب، ومتابعته التجارب والمعارض من حوله، وما يدور في فلك الفنون على جميع المستويات المحلية والعالمية؛ فالثقافة البصرية تفتح أفقًا أوسع للفنان، وتجعله متواصلاً مع التجارب الفنية المتنوعة في محيطه وعالمه الفني والتقني. والقراءة والاطلاع ومتابعة المستجدات في شتى المجالات تجعل قدرة الفنان الفكرية أكبر، ومواضيعه معينًا لا ينضب.
ومع ما يعيشه العالم الآن من سهولة في التواصل الإلكتروني أصبحت المعلومة متاحة للجميع، وإمكانية الوصول لما هو جديد في شتى المجالات أمرًا سهل المراد لكل من أراد.. ولكن قلة هم الذين يحملون همَّ وهاجس نشر المعلومة والتثقيف لمن يتابعهم. وهناك نماذج محلية مشرقة في نشر المعلومة الفنية، حرص أصحابها على تقديم المعلومات الطازجة والغنية والمثرية لمن هم حولهم؛ فحملوا لواء التثقيف بإيجابية، وقدموا المعلومات الحديثة بسهولة ويُسر، وأثروا صفحاتهم بجمال الفن وتنوع التجارب. ومن أبرز الناشطين في مواقع التواصل الذين حملوا شغف نشر الثقافة البصرية الدكتور فواز أبو نيان الذي جعل من صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي باقة متنوعة من الجمال، ينشر من خلالها أعمال فنانين محليين وعالميين في شتى مجالات الفنون البصرية والفنون المعاصرة والنحت والخط العربي، ويذيّل كل مجموعة من أعمال الفنانين بمعلومات مقتضبة، تشبع فضول المتابع، وتقدم له إشارات عن أعمال كل فنان أو فنانة قدمها في صفحاته العامرة بالجمال.
ومن الناشطين أيضًا في نشر الثقافة البصرية عبر مواقع التواصل الدكتور عصام عسيري الذي حمل على عاتقه نشر الثقافة الفنية بشقَّيْها البصري والمقروء من خلال متابعته ونشره كل جديد في المقالات والمترجمات الفنية وأخبار المزادات العالمية؛ فأصبحت رسائله ومنشوراته الإلكترونية محط الأنظار، وتستحق الانتظار..
إن إحساسهما بالمسؤولية أمام مجتمعهما الفني، وحرصهما على نشر الجمال، جعلا منهما نموذجًا مشرقًا لدعاة الجمال وناشري الفن؛ إذ لم يحتكرا المعلومة، ولم يمنَّا بها، بل قدماها بشكل سلس وجذاب، وسخَّرا علمهما لفائدة كل من أراد الفائدة والرقي بالفن.