شريفة الشملان
إن انتهاء عصر الولاية والفرح به لا يعني عموماً أن الرجال الأوصياء غير جيدين وأنهم تعاملوا بصلف وسوء استعمال. ليسوا هكذا بل جلهم ليسوا هكذا. في الوقت ذاته لا ننكر كمية تعسف البعض في استعماله وكان لابد أن يحملوا أمانته برحمة وحب وأمان في مسألة السماح والمنع.
عملت في كل من الشئون الاجتماعية وحقوق الإنسان فقد كانت هناك حالات بعضها مريع. سواء في عمل المرأة أياً كان صفتها زوجة أو ابنة، أم، أخت.. إذ كان يشترط موافقة ولي الأمر على عمل المرأة فكان البعض يتجبر في الموافقة بل ويطلب مقابل ذلك، كما في حالات السفر وكانت تلك كمصدر رزق وابتزاز بيد بعض ضعاف النفوس من الرجال.
رغم أن الحكومة لم تعد تطلب ذلك إلا أن المشغلين غير الحكوميين يطلبون ذلك تحسباً لمنعها من العمل إذا لم يوافق مسبقاً؟.. نعم هناك حالات كثيرة وملأت الصحف عبر وقت طويل. ولكنها الآن رحلت ولم يبق إلا الاحترام واجب، وقوانين الأسرة تسري وهي قوانين غير مكتوبة ولكنها معروفة نتيجة التفاهم والحب الأسري.
ربما جزء كبير من مجتمعنا لم يكن رفع الولاية هاجسه، فالسفر مدة صلاحية الجواز.. والعمل وأوقات الدوام معروفة للجميع واجتماع الأسرة الطبيعية على الوجبات غالباً يخضع لتنظيم الأوقات. كما يتم النقاش في الرغبة الجامعية بين الأهل دائماً تخضع لرغبة الطالب مع بيان سلبيات وإيجابيات الكلية المرادة.
في العوائل الطبيعية التواصل والتفاهم ضروري لا أحد يفتح الباب ويخرج إلا معلومة وجهته ولو كانت للبقالة القريبة. التمرد عادة عندما يكون هناك تعسف في استعمال الحق سواء من الأب أو الأم مع عناد يقابل من الجهة الأخرى.
هناك عوائل أخرى لم يشغلها أمر الولاية لأنها عايشة حياتها بصورة بسيطة وسليمة ربما أربعة من الأسرة يعملون، تسير أمورهم بشكل طبيعي وطيب قد لا يهمهم السفر ولا تشغلهم الولاية سحبت أم بقيت هناك أمور أهم البيت والمعيشة وتربية الأطفال، والمدارس والغلاء. خطبة الأبناء وزواجهم، يعيشون جوهم لا شأن لهم بالأصوات التي تدور في مواقع التواصل الاجتماعي ولا بين أوراق الصحف.
بالطبع خرجت أصوات كثير ضد أن تكون ولاية المرأة بيدها ولكل منها هدفه وشأنه، ولكن أغرب الأصوات التي بُحت كانت تخشى بشكل مؤلم من استغلال الفتيات لرفع الوصاية والسفر ومن ثم الانفتاح الزائد وربما عمل أعمال مشينة، بعضهن للأسف صرحن بذلك، وبعبارات غير لائقة وكأن فتياتنا -لا سمح الله- لم يربين على احترام الأسرة والذوق العام وأولاً وأخيراً العفة.
بعض فتيات كن يخرجن عن الجو الأسري والتفاهم عملنها نعم من قبل رفع الوصاية، مراهقات غرر بهن. وقبلها أيضاً كنا نناقش دائماً مسألة هروب بعض الفتيات، وذلك استثناء وليس قاعدة. من أجل ذلك تم تدارس الأمور وتم فتح أماكن ضيافة للفتيات المعنفات.
الخير موجود في كل مكان والشر أيضاً موجود.. لم تهرب بنات الكويت ولا بنات البحرين ولا الإمارات وهنّ الأقرب لعاداتنا وتقاليدنا.
ولنفرض هربت عشر.. عشرون.. مئة.. ليذهبن فسيبكين دماً بدلاً من الدموع على الجو الحقيقي للحارة والمدينة والوطن، فالانتماء ليس ثوباً سهلاً خلعه إنما هو نسيج من العقل والروح.
مع انتهاء الولاية لن يكن الأمر هروباً قدر ما هو خيار، ربما تختار مجالاً وظيفياً أحسن أو تجد فرصة في البحث العلمي والأكاديمي أفضل هنا وهناك، هي تملك حريتها تماماً مثلما يملكها شقيقها. لن تكن بحاجة للتهور ولا للبحث عن وسائل إعلام مشبوهة تتلقفها وتجلس لتشتم أسرتها وأهلها ووطنها.. من تريد ذلك لتذهب (حيث ألقت).
وللمقال بقية وللجميع السعادة والأمان،،،