فهد الحوشاني
لا أعتقد أن أحدًا انتشى ورقص فرحًا للمقاطعة مع قطر، أكثر من حكام قطر ومستشاريهم، وبالأخص ذلك المستشار الذي خان قضيته الأولى وأمته ووطنه! لا تنخدعوا بذلك الضجيج الذي يثيرونه عن ما يسمونه الحصار!! ولا بتلك (المظلومية) التي أصبحت شعارًا للسياسة القطرية، وهو أسلوب سياسي استعاروه من سادتهم الجدد في إيران، أما (التقية) فكانت مذهبًا (سياسيًّا) قديمًا، أتقنوه بشكل احترافي! وإلا لما استطاعوا أن يخونوا قادة دول الخليج ردحًا من الزمن، حينما كانت مخططاتهم ومؤامراتهم تحاك في الخفاء! ويمكن لمن يحب أن يتعلم دروسًا في التقية السياسية أن يتعلمها من عرَّابها حمد بن جاسم حيث تظهر جلية الملامح في بعض مقابلاته وتغريداته! (الحصار) كما يحلو لهم أن يسموه، أمر لم يكونوا يحلموا به إطلاقا وأتاهم على طبق من ذهب وفي الوقت المناسب لهم! قبل المقاطعة كانوا يجاملون ويتبنون مواقف مجلس التعاون الخليجي، فلم يكونوا يجرؤون على إعلان أي موقف يخالف ما يجتمع عليه قادة المجلس! جاءت المقاطعة التي أريد لها ومنها معاقبة حكومة قطر على سلوكياتها ولردعها عن غيها، لكنها من ناحية أخرى منحتها مساحة للركض في مسارب الفتن دون هوادة! الجزيرة وهي الذراع الإعلامي للحكومة القطرية، لم يكن يحلم مرتزقتها الذين هم بالتأكيد يكرهون كل ما هو خليجي و(قطري)! وهذه نزعة عرفناها وجربناها مع الكثيرين منهم، فالكثيرون ممن هم على شاكلتهم يقلبون (ظهر المجن) بعد انقضاء فترة عملهم، ونماذج المرتزقة المتلونين كثيرة! الجزيرة تمارس العهر الإعلامي بالمكشوف، برعاية ودعم من الحكومة ومستشاريها! دول عربية مثل فلسطين والسودان ومن ليبيا وموريتانيا وغيرها كلها تشتكي من المال والدور القطري الذي يدعم الجماعات الإرهابية في تلك الدول. مشكلة الساسة في قطر أنهم يريدون أن يكون لهم دور أكبر من حجمهم! ولو كان ذلك بتبديد المال القطري على أردوغان أو في شراء أصوات سياسيين وإعلاميين في أوروبا وأمريكا لتبييض الصورة! في بداية الأزمة الدول الأربع وضعت شروطًا لرفع المقاطعة بنيت على دلائل واضحة، وهذه الشروط لم توافق الحكومة القطرية على أي منها! لرغبتها في استمرار المقاطعة (الحصار) فلن تفوت هذه الفرصة بالتوقيع على اتفاقيات ومعاهدات! ميزانية الشعب القطري يتم صرفها لدعم الاقتصاد التركي والأمريكي والإيراني والمنظمات والصحف والقنوات التي تحاول تلميع صورة حكومة قطر، رغم أن الشب القطري هو الأولى بتلك الأموال التي تدفع ليس مقابل مشاريع واستثمارات بل لشراء الولاءات! والمضحك هو التباهي بأن العجز الاقتصادي دائمًا لصالح طرف غير قطر، كما أكد ذلك (ضاحكًا) الأمير تميم عند زيارته الأخيرة لواشنطن.