سمر المقرن
أبهرتني مبادرة طريق مكة، سمعت عنها منذ عامين لكنني لم أنتبه إلى تفاصيلها إلا بعد الإعلان عن انضمام حجاج تونس إليها هذا العام، بدأت أبحث وأفتش عن هذه المبادرة وما هو التغيير الذي تُحدثه لحجاج بيت الله الحرام. وجدت أنها تُحدث تغييراً كبيراً على مستوى جودة الخدمات وتيسير أداء مناسك الحج، واختصار الوقت والجهد وتسهيل إجراءات الحجاج من وقت مغادرتهم مطارات دولهم لغاية وصولهم إلى السعودية، حيث يجدوا في انتظارهم حافلات مخصصة لنقلهم إلى مقار سكنهم وتصل إليهم أمتعتهم فيها دون أي انتظار في المطار.
مبادرة طريق مكة لا تتوقف عند هذا الحد بل هي خدمة متكاملة منذ أن يقرر الشخص رغبته في الحج، حيث يتم إصدار التأشيرة والتحقق من توافر الاشتراطات الصحية للحاج.
والجميل في مبادرة طريق مكة التي بدأت منذ عامين أنها تتوسع في كل عام، بعد أن أطلقتها وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارات الخارجية والصحة والحج والعمرة وهيئتي الجمارك والطيران المدني ومركز المعلومات الوطني، كل هذا الجهات تتضافر جهودها مع الدول التي ترتبط بها المبادرة التي بدأت بدولتين هما : ماليزيا وإندونيسيا، واليوم وصلت إلى خمس دول بانضمام باكستان وبنجلاديش والدولة العربية الوحيدة تونس، ومتأكدة أن العام المقبل - بمشيئة الله - سيكون عدد الدول المنضمة إلى المبادرة أكثر لتشمل مظاهر الراحة للحجاج على أكبر عدد ممكن.
شهادتي قد تكون مجروحة في نوعية الخدمات المقدمة إلى حجاج بيت الله الحرام، لكن من يرى الواقع يتأكد بأنه لا يحتاج إلى أي شهادة، فالخدمات الراقية هي من تتحدث عن نفسها، وسعادة الحجاج وفرحتهم بإقامة شعائرهم الدينية بكل يسر وسهولة في بلادنا هي أكبر جائزة لنا ونحن نرى محبة الناس من كل أصقاع الأرض ورضاهم ومباركتهم في كل ما يجدوه عند تأديتهم المشاعر الدينية.
لقد خصنا الله بهذه النعمة العظيمة والتي يحسدنا عليها الكارهون، لكننا لا نلتفت ولا نأبه بهذه الفطريات التي تتسلق وتنمو على مشاعر الحسد والغيرة، فأعمال هذه الدولة وحكومتها ومليكها الذي ينعم بلقب خدمة الحرمين، وفرحة الحجاج وزوار المشاعر المقدسة ومحبتهم لهذه الأرض ونجاح موسم الحج في كل عام وتقدم الخدمات والتسهيلات، كل هذه ردود تنحر في أرواح الأعداء.. حمى الله بلادنا وأهلاً بحجاجنا.