يوسف المحيميد
حين تشاهد أمامك في الطريق سيارة تتأجج يمينًا ويسارًا، فلا بد أن تحتاط عند الاقتراب منها، أو عند محاولة تجاوزها، لأن قائدها يلهو عن الطريق بهاتفه المحمول، وهذا من أكثر مسببات الحوادث على الطرقات، فلم يعد الأمر يرتبط بمكالمة على الطريق، وإنما كتابة رسائل الجوال أثناء القيادة، وهذا من أكثر الأسباب الجديدة لحوادث الطرق، ولعل المحزن أن الحوادث التي يتسبب بها اللاهون بجوالاتهم تمتد لتشمل أبرياء، عائلات في سيارات منضبطة على الطريق، لكنها تُبتلى رغمًا عنها.
صحيح أن مخالفة القوانين والأنظمة لها عقوبات وغرامات، لكن العبث بالجوال، والانشغال بغير الطريق، لا تصطاده الكاميرات غالبًا، ويحتاج إلى ثقافة ووعي من قائدي المركبات، حفاظا على أرواحهم، وأرواح الناس عموما، مع العلم أن الكاميرات ذاتها لم تزل بدائية كما كانت عند بدء تطبيق نظام ساهر، وقد تفاءلنا بأنه نظام سيتطور ويصبح شبكة ضخمة تغطي المدن بأكملها، لكن ذلك للأسف لم يحدث حتى الآن.
فعلى سبيل المثال، هناك طرق سريعة جديدة، تمتد من جنوب الرياض إلى شمالها، لم يغطِها ساهر بشكل جيد، فطريق أبو بكر، وطريق الملك عبدالعزيز، وطريق تركي الأول، وغيرها من الطرق السريعة، التي لا تحظى بازدحام في بعض الأوقات، لتتحول إلى حلبات سباق سيارات سريعة، تزحم بالرعونة والتهور والفوضى، مما يجعل الحوادث تتكرر باستمرار، وبطرق مهلكة.
كذلك الأحياء الجديدة، التي لا يدخلها ساهر ولا غيره، تجد فيها الناقلات والشاحنات، ومخالفات السير، وعدم وجود إشارات عند التقاطعات، ولعل زيارة أحد المسؤولين لكافة الأحياء الجديدة شمال طريق الملك سلمان تؤكد ذلك.