سلطان المهوس
خلال الشهرين الماضيين كنت في حالة ترقب لرد فعل الهيئة العامة للرياضة تجاه العديد من القضايا التي يعج بها الشارع الرياضي بعد أن أصدرت اللائحة الرياضية للأندية، وبنود الانتخابات واشتراطاتها؛ فالأمر يعنيني كثيرًا؛ لأفهم طريقة إدارة الرياضة السعودية من خلال تعامل الهيئة مع الأحداث..
كان الصخب طاغيًا، وفي معظمه «مفتعلاً» كنتيجة طبيعية لحالة الاعتياد التي يعيشها الوسط الرياضي «اضغط أكثر تحصل على الأكثر»..!!
تماسك هيئة الرياضة وهدوؤها واعتمادها على لغة البيانات، وأحيانًا المداخلات التوضيحية الدقيقة، وابتعادها عن مواطن الصخب، وتصميمها الجاد على تحقيق أهدافها، خلق نوعًا من الهيبة، ورسم مسارًا واضحًا لكل من اعتقد أن «الضجيج» المدعوم من وهم «المكانة» يمكن أن يحقق شيئًا، وأعطى انفتاحًا على مستقبل قيادة فاعلة وقوية ومتماسكة وعادلة لكل الأندية، وكل ذلك بحكمة وهدوء واحترام..
لا يمكن أن تحظى الهيئة العامة للرياضة بالقبول الجماعي.. وهذا قدر محتوم؛ فالميول والتعصب وعدم استسقاء المعلومة الصحيحة تُحدث ربكة ورد فعل معتادًا في الوسط الرياضي القائم على الانطباعات العاطفية الجماهيرية، لكن «الواقع» يؤكد أننا أمام قيادة رياضية قوية وصلبة، تعمل بشكل مختلف جدًّا بدليل أنها كسبت الجولة أخيرًا بعد أن كانت في مرمى «الهجوم» العشوائي، وبعد أن تيقن «للجميع» أنهم أمام «صلابة» إدارية، يقودها عبدالعزيز بن تركي الفيصل.
الهيئة تعمل وفق خطط كبرى للدولة التي تنفذ الرؤية الحالمة بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقد نفذت أولى مهماتها المقرونة بالأندية بنجاح تام عبر خلق استقرار إداري ناتج من انتخابات وفق جداول زمنية، تضمن مشاركة كل الأطياف، ولا يزال الكثير قائم التنفيذ؛ وهو ما يجعل النظر للأفق الأعلى لعمل الهيئة «مطلبًا» وطنيًّا، وكذلك المشاركة الإيجابية التي لا تلغي أبدًا الانتقاد الهادف أو الرؤى والمقترحات؛ فنحن أمام مرحلة مهمة وغير مسبوقة بوجود قيادة رياضية، لديها شغف النجاح وحكمة القيادة والانفتاح على الآخرين وصلابة الموقف نحو تحقيق أهداف الدولة.
الإشادة ممتدة للتعاطي الإعلامي الذي انتهجته هيئة الرياضة؛ فقد كانت منفتحة على الجميع بشفافية واضحة، وبرز دور الجميل الخبير د. رجاء الله السلمي كعادته، وانتهت خطة إعداد استقرار الأندية إداريًّا بشكل مرتب وعادل، وبفرص متاحة، كشفت «حقيقة» الجادين في رحلة الرياضة السعودية الجديدة..!
جميل أن نتعاطى مع الوجه الإيجابي بالثناء والاحترام..
هنا أفعل ذلك..