فهد بن جليد
يعجبني كثيراً تجاوز عدد من رواد الأعمال السعوديين لعقبة «التكلفة المرتفعة» التي تفرضها الشركات التقنية وبعض المصممين العرب في السوق السعودي عند إنشاء وتصميم تطبيقات خاصة على الهواتف الذكية، بتوجه بعض هؤلاء الرواد إلى مصممين ومبرمجين «صينيين وهنود» يتم التواصل معهم من بلدانهم إلكترونياً لتصميم التطبيقات الذكية مباشرة عبر منصات تواصل وأسواق إلكترونية عالمية تقدم هذه الخدمة، لتجمع هؤلاء المبرمجين بأصحاب الأعمال لعرض احتياجهم، والتكلفة التقديرية التي يتم الاتفاق عليها بين الطرفين برعاية المنصة أو الموقع الذي يحصل على نسبة، مقابل التأكد من إتمام الخدمة بشكل صحيح، فالمسألة لا تحتاج سوى للغة إنجليزية جيدة وبطاقة فيزا، فبدل أن تدفع ما يتراوح بين «عشرين وخمسين» ألف ريال لإنشاء تطبيقك الخاص -يزيد المبلغ أو ينقص بحسب الخدمة ونوعية التفاعل- لمبرمجين بعضهم وللأسف يلجؤون لتلك المواقع أصلاً، فلن تتجاوز الكلفة في المتوسط عن «الألف دولار» وهو ما يساعد أكثر عدد من شبابنا الطموحين للتوجه لإنشاء تطبيقاتهم الخاصة بتكلفة منخفضة ومعقولة، كحلول شخصية تساعد في دعم هؤلاء وأعمالهم الريادية.
تطبيقات الهواتف الذكية فرضت نفسها كأهم الأساليب العالمية الجديدة للتبادل التجاري والمعرفي والثقافي الرقمي، فإن لم يكن لديك «تطبيقك الخاص» وحتى الشخصي خلال سنوات قليلة قادمة، فإنَّك لن تستطيع مواكبة العصر وقد تصبح «أمياً» لا يستطيع أحد معرفتك أو رؤيتك أو حتى التواصل مع أعمالك على الأقل، هذا ما يتنبأ به خبراء التقنية، فأهمية الاعتماد على هذه التطبيقات تتصاعد في حياتنا اليومية بشكل ملحوظ وهواتفنا مليئة منها، نتيجة مواكبتها نمط الحياة العصرية، الشركات والتجار لديهم القدرة المالية على تغطية تكاليف إنشاء تطبيقات خاصة بمنتجاتهم وأعمالهم بحسب الأسعار المحلية، ولكن ماذا عن الأفراد ورواد الأعمال في منطقتنا التي لم نفهم فيها بعد أهمية وحاجة التطبيق بالشكل المطلوب؟.
رواد الأعمال الشباب شغفون بإصدار وإنشاء تطبيقاتهم الخاصة على الهواتف الذكية كمنصات بيع أو ترويج لأفكارهم، نتيجة لنجاح تطبيقات وتجارب شبابية سابقة لأشخاص ما زالوا يحققون شهرة ومكاسب كبيرة مع تزايد الاحتياج اليومي لتطبيقاتهم الذكية والحاجة إليها، وهذا همّ مشترك لدى رواد الأعمال في معظم المجتمعات لقناعة الجميع بأنَّها أسهل وأسرع طريقة للكسب المادي وبيع الأفكار وتحويلها إلى حقيقة مربحة، ولكن تواجههم دائماً عقبة «التكلفة المرتفعة»، التي يمكن تجاوزها بمثل الأفكار السابقة التي تجعل حياتنا الإلكترونية أسهل بعيداً عن الاستغلال والمبالغة في إنشاء التطبيقات التي باتت لغة العصر والجيل في المجتمعات المتقدمة.
وعلى دروب الخير نلتقي.