د.عبدالعزيز الجار الله
قدر الله أن تكون المواجهة السياسية والعسكرية الخليجية ضد إيران في هذا الزمن وهذا الظرف التاريخي، والتي وصلت فيه دول الخليج العربي -باستثناء قطر- إلى مرحلة متقدمة من القوة السياسية والعسكرية وعلاقاتها الدولية، وتكون قادرة عن الدفاع عن نفسها، خاصة أن الحرب اليمنية ساعدت على إبراز قوة دول الخليج وقدرتها على المواجهات العسكرية، وهذا لا يعني أننا في الخليج العربي دعاة حرب، بل إذا فرضت علينا أيّ عدوانية، فنحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا، حتى إذا امتلكت إيران سلاح الطاقة النووية فإن الدول العربية سوف تتسابق على امتلاكه، وستشهد منطقة الشرق الأوسط تسابقاً محموما لامتلاك السلاح النووي.
عندما قامت الثورة الإيرانية الملالي ضد الشاه 1979م، كانت منطقة الخليج في أضعف حالاتها العسكرية وغير قادرة على الصمود في وجه إيران التي كانت جندي الخليج القوي، كانت المخاوف أن تجتاح إيران سواحل الخليج العربي في المنطقة العربية، لها سابقة فقد احتلت الجزر الإماراتية الثلاث عام 1972م وسكت العالم، لكن الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات ألجمتهم وأوقفت طموحهم وأدخلتهم في مسلسل من الخسائر والرعب والوهن النفسي و الاقتصادي والاجتماعي.
انتظرت إيران وأجلت مشروعها اجتياح غربي سواحل الخليج خوفاً من تبعات الحرب مع صدام الذي احتل الكويت، ووجود القوات الغربية والأمريكية في الخليج، وتوقيع دول الخليج اتفاقات أمنية ودفاعية مع الغرب لحمايتها، فانتظرت إيران حتى احتلت أمريكا العراق، ثم انسحابها عام 2006 لتتسلم إيران العراق كاملاً وليس فقط مناطق الحدود، وفِي عام 2010 بدأت ثورات الربيع العربي، كانت الإرهاصات من إيران في محاولة احتلال البحرين 2011، ثم سيطرة الجماعة الحوثية على صنعاء العاصمة اليمنية عام 2014، تلاه التدخل العسكري الروسي في سورية عام 2015م، حيث شجع إيران على إعادة نيتها المبطنة اجتياح الخليج ومحاصرة المملكة.
إذن تأخرت المواجهة السياسية والعسكرية بين دول الخليج وإيران إلى وقت أكملت دول الخليج البنية التحتية لسلاحها واقتصادها لتقول لمن حولها أنها قوة لا تقبل العدوان.