علي عبدالله المفضي
ليس الشعر أن تستطيع كتابة بيت أو أبيات جيدة الوزن والقافية وقت ماتشاء أبدا، فالشعر أعقد وأبسط في آنٍ معا من ذلك وهناك الكثير من الشعراء من يظن ويردد بأن الشعر موقف فمتى ما مررت بموقف -إيجابي أو سلبي- حضر الشعر، إلا أنني أعارض هذا الظن تماما وبشدة إذ لا يمكن للمواقف وحدها أن تفجرالشعر بمفردها إذا لم يكن الشاعر في حالة (حضور شعري) فالشاعر في مجمل أيامه يعيش ويعايش من المواقف ما قد يحرك الجماد حزنا أو فرحا.
والقول بأن المواقف هي ما يحرض الشعر مجرد ظن أو توهم والدليل أن الشاعر قد لا يستطيع أن يكتب عن موقف ما إلا بعد وقتٍ أو زمنٍ من حدوث الموقف لأنه ليس في (حالة شعر) وقد يلزم الشاعر نفسه بالكتابة لأسباب منها أحيانا الرغبة في (تسجيل موقف) أو التوهم والظن منه أو من غيره أنه ليس بشاعر إذا لم يعبر في الحال عن الوضع الذي يعيشه أو يعايشه، لذا فقد يكتب الشاعر شعرا هزيلا لو سلم من كتابته لكان أجدى له وللشعر وعشاقه.