لا شيء يزهر الحياة كالتسامح، والتغافل عن الهفوات، ترتقي بذاتك، ويحبك الله قبل ذلك وهذا هو المهم فهي صفة جميلة لا يصل إليها إلا من ترفع عن الدنيا، إنها فن من فنون السعادة.. تعود نتائج هذه الصفة الشجاعة إلى الشخص نفسه لأنه ارتقى بذاته وترفع عن الأخطاء والزلات، يحيى سليم القلب مرتاح البال منشرح الصدر.
فكيف نرجو الله العفو ونحن لا نعف عن هفوات بعض.. إن المسألة تحتاج إلى القوة، إن الضعيف هو من يبحث عن أدنى موقف لرد الإساءة ويسعى لاقتناص الفرص.. أشقى حياته وأضاع لحظات عمره في تعاسة.. وكأنه يمتلك عمرين لا عمراً واحداً، وطالما تملك عمراً واحداً فهذا يعني أن تسعى نحو الإيجابية دائماً، ولا تلتفت للسيئات فتتعسك، إن بحثك عن الفرصة لرد الإساءة يعود بالسوء عليك فإنك أضعت لحظات عمرك بالانشغال والتفكير في الآخرين وفي أفعالهم، وكلما زادت ثقتك بنفسك كلما زادت شجاعتك في التسامح والعفو والغفران ونسيان الأخطاء، لا تظن أن التسامح دليل ضعف ورضا بالظلم والهزيمة إنها دليل على أنك تملك روحاً بيضاء صافية نقية، دليل قوة، دليل على سلامة نفسك من الغل والحسد والكراهية، إنها تمنحك جزءاً كبيراً من السعادة لذلك نمي هذه الصفة في نفسك فأنت المستفيد أولاً وآخراً، قال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (آل عمران: 133- 134).