عطية محمد عطية عقيلان
يحرص أغلبنا على أن لا يهدر طاقته وتفكيره على قصص وحكايات الناس ومراقبتهم، وقيل قديماً من راقب الناس مات هماً، ولكن في حياتنا العملية نمارس مراقبة الناس وتحليل سلوكهم وتقييم ردات فعلهم وأحياناً تكون بدون قصد أو انتباه وتحدث في كثيراً من الأحيان بشكل طبيعي عند تجمعاتنا وممارستنا الحوار، فالحديث والنقاش بين الأصدقاء أو الأقارب أو الأزواج يأخذ مساراً بعيدا عن الأمور الشخصية والمفيدة وتتحول إلى تناول حكايات وقصص الآخرين وندخل من باب (من راقب الناس..)، أغلبنا يمارس الوصايا ولديه القدرة على معرفة الخيارات الصائبة التي يجب أن يقوم به الآخرون وردات فعلهم وكلماتهم التي يجب أن ينطقوا بها بينما نقف عاجزين ونخطأ ونتخذ قرارات وردات فعل خاطئة عند اتخاذ قراراتنا الشخصية ونتحول إلى تبرير ذلك دوماً بعبارة (إنه مقدر ومكتوب)، بينما لا نبرر للآخرين ونقدر ذلك في سلوكهم.. بل جلنا يتصف بأن لديه أكثر من مكيال وقياس نطبقه حسب مزاجنا وهوانا وحبنا لمرتكب الفعل، بل إننا في كثير من الأحيان نتغاضى عن زلات وأخطأ من نحب ونتساهل في ردات فعلنا ولكننا نطيقها وبصرامة مع آخرين، وقيل قديماً: (وعين الرضى عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساوئ).. لذا لنحرص جميعاً على أن نتعامل بطريقة عادلة ومتكافئة في تفسير سلوك وتصرفات الآخرين ولنكن طاقة إيجابية محفزة ونبتعد عن تشغيل حواسنا وتركيزها على تصرفات وسلوك الآخرين، ولنؤمن أن رؤوسنا أعينها في الأمام فقط، ولا ترى إلا بزوايا محدودة، نعمة من الله حتى لا يتسنى لنا رؤية وسماع كل شيء لأن ذلك سيجعلك تصدم وتتعادى مع الجميع، فالنفس البشرية تتسم بعدم الثبات في ردات الفعل والمواقف والعواطف، فأحياناً من تحبه تبرر كل شيء إيجابي في سلوكه، فنقده مقبول وكلماته الجارحة هي مزح وسلوكه المشين هو مؤقت، لأن عواطفنا تؤثر في رؤية وتفسير ذلك. لندرب أنفسنا أن ننظر إلى الزوايا الإيجابية ونفعّل قانون التغافل مع كل قريب وصديق وحبيب، لأنه سيمنحنا جميعاً علاقات صحية (إلى حدٍّ ما) مع الأخذ في الاعتبار أن تفسير وتحليل السلوك البشري غاية في الصعوبة والغموض فمهما تطورت العلوم الطبية والنفسية والاجتماعية، يبقى تحقيق وإيجاد تبرير وتفصيل قياس مناسب للسعادة والرضى والراحة النفسية غاية في الصعوبة حتى في تأثير الأدوية والأطعمة والطقس تختلف بين البشر، لذا لنبذل قصارى جهدنا في إيجاد وتوفير علاقات سوية مبجة محفزة داعمة في حياتنا بعيداً عن الاهتمام بالكم، بل بحث عن الكيف المسعد، مع دعواتنا أن نكون طاقة إيجابية محفزة بعيداً عن تحريك الرأس بكل اتجاه فهو رأس حركته محدودة وليس ثلاثي الأبعاد لذا لتكن أحكامنا وسلوكياتنا وردات فعلنا محدودة وليست ناسفة لكل شيء ولنحتفظ دوماً بخط الرجعة في كل علاقة ونبقي كما يقال على شعرة معاوية من القطع.