محمد جبر الحربي
إلى الشاعر المتفرد محمد العُمَرِي مجاراةً لشكاياتِهِ
لمثلِكَ جَادَ الشعرُ مستبشِراً سَـمْــحَـا
ومثلُـكَ كـمْ أهـدى لـذي عِـوَجٍ سَـمْـحَا
أثَـرْتَ شِـكـايـاتِ الـمرارَاتِ مُـتْـهِـماً
وثُـرْتَ على مُـثّـاقِـلٍ.. لازِمٍ سَـفْـحَـا
وهَبْتَ ضُحَاها الظِلَّ والخَصـْمُ ذاهِـلٌ
وما غلُظَتْ منكَ الحُرُوفُ إذا تَـضْـحَـى
فلِلهِ رغـمَ الـغـيـظِ والـعـمـرُ راعِـفٌ
تعوَّدَ منكَ الـفـجْـرُ إمَّـا صـَـحَـا: مَرْحَى
وها إنَّـنِـي والأرضُ والـناسُ نـارُهـا
دعـوتُ بأنْ تـبـنِي بـجـنّـاتِـهِ الصَّرْحَـا
حجارتُهُ العـظـمـى يَـواقِـيـتُ عـاشـقٍ
على البَـيْـنِ راءٍ صَـاغَ أنْـجُـمَـهُ بَـوْحَـا
فعدْ غانِماً عطرَ الشـكـايـات مـلهَـمَـاً
خَرَائدَ.. ربِّ اجعلْ شـكايـاتِه الـنـفْحَـا
وقدْ كانَ لي نَأْيٌ عن الطـوْقِ مـنـقـذٌ
من الناسِ لا ألقى.. بصحبتِهِـمْ رِبْـحَـا
فلا ذمُّـهـم ذمٌّ .. أرُمَـتَ شـهـادةً..؟
ولا مدْحُهُم يَرْقَى لكـيْ نـقـبـلَ المَدْحَـا
وقدْ كانَ لـي نـايٌ حِـجَـازٌ وصَـاحِـبٌ
غـنـاءٌ يمـانِـيٌّ تـفـرَّدَ .. مـا اسـتوحَى
وكانتْ على نَـارِي عـراقـيةُ الـجـوى
تـنـوحُ عـلـى دارٍ نـأتْ خلفَها نوْحَـا
وكانتْ عـلى فَـجْـرِ الـفـؤادِ مقيمةً
تشقُّ فضاءَ الفتْـحِ إنْ هـاجَـرَتْ رُمْـحَـا
وبالأنجُمِ اللائي تـَمَـنَّـعْـنَ عـَنْ يَـدِيْ
وبالأنجُمِ اللاتي تجَمَّعْنَ في الـفـصـحَى
ومِنْ فارعاتِ النخلِ والعودِ والجَـنى
ومِنْ جَامِحٍ غطَّى على جُرحِـهِ جُـنْـحَـا
ومِنْ دافئِ العينين، مِنْ عَزْفِ خافقٍ
ومـِنْ حُرِّ أفـكـارٍ، ومِـنْ فـاتحٍ فَـتْـحَا
نسَجْتُ لها الأشعـارَ شـهْـدَاً فُـرَاتُـهـا
وأشرَعْتُ أبوابَ الـبـهاءِ بـها سَـبْـحَا
وما جرَّح العيـنيـنِ أنْ مَـالَ صـاحـبٌ
ولا جرَّحَـتْ عيـنَـيَّ نـاعِـسـةٌ وضْـحَـى
ولاجـرَّح الـعيـنـيـنِ أنْ سـادَ جـاهـلٌ
ولا جرَّح العينين مَـنْ خـانَـنِي صُـبْـحَـا
ولكنهـا الأوطـان والـنـخـلُ والحِـمَـى
وقد أوغلَ الشيطانُ في أهـلِـهـا ذبْـحَـا
ولا يعلمُ الإنسانُ كـمْ هـانَ وانـتـهـى
ولا يــعـلـمُ الإنسانُ أنْ وَدَّعَ الـفـتْحَا
فلا الدمعُ قدْ أغنَى عَنِ الشرَفِ الذي
يُـغَـالِـبُ أكفانَ الكريـهـةِ أنْ يُمْحـَى
فيا سيدي يا شعرُ قلْ لـي إلـى مـتَـى
ستُكتَبُ لا يُرْضِـيكَ إلا الـنُّهَى لـوْحَـا..؟
ويا سـيـدي يـا شـعـرُ خـذنـي لأنـهُـرٍ
سلافِ حروفٍ قدْ خضَـعْـنَ لـنـا مَـتْـحَـا
ويا سيدي يا شعرُ هَبْ لي مِنَ العُـلا
جِـيَـاداً كِـرَامـاً مُـورِيَـاتٍ لـنـا قـدْحَـا
ويا سيدي يا شـعـرُ ذكِّـر بـنـي دَمِـي
بأسـمـائهـمْ والعاديـاتِ بـهـمْ ضَـبْـحَـا
لأنِّي وهَبـتُ الـعمـْرَ لـلـوطـنِ الـنَّـدى
وأنِّي وهبتُ الشّعرَ أشفي بهِ الجُرْحا
يطاولُها الجُـهَّـالُ أشـجـارُحـكمتي
وما باذلٌ مثلي..لـمـثـلِـهـمُـو نُـصْحَا
رفيعٌ سما الإيمانُ بي فـوقَ بـؤسِهـمْ
وجاوزَ بـالـجـوزاءِ أرضَهُـمُو رَدْحَا
علوْتُ السَّراةَ الشمَّ بالـطِّيـبِ مَعْـدِنـاً
وطيْبَةُ جِذرُ الطِّيْبِ ما أعظمَ المنْحَى
وإنِّي لَـنـَخْـلٌ طابَ للناسِ إذْ سَمَا
فكانَ لكلِّ الناسِ إنْ مَنَعُوا.. سَمْحا