فهد بن جليد
من الاشتراطات المُهملة عند إنشاء قصور الأفراح ما نص على تخصيص «مساحات مخصصة للأطفال، عند توفر المساحة الكافية، مع الأخذ في الاعتبار احتياطات الأمن والسلامة لهم عند تصميم ملاعب الأطفال ما أمكن ذلك»، للأسف لا أعرف قصر أفراح أو قاعة احتفالات في المملكة قامت بهذه الخطوة أو خصصت موقعًا لاحتضان أطفال المدعوين، رغم أنَّ هذه أحد الاشتراطات الفنية تحت مسمى «اشتراطات تنسيق الموقع» التي ألزمت بها وزارة الشؤون البلدية والقروية مستثمري قصور الأفراح، وهنا أطالب وزارة الشؤون البلدية والقروية بقصر منح «تصاريح إنشاء قصر أفراح أو قاعة احتفالات جديدة» إلا لمن يتعهد من المستثمرين بتأمين هذه الخدمة، وتوفير مكان مخصص لرعاية أطفال المدعوين أثناء حضورهم للمناسبة، فنحن لا نحتاج للتفكير «خارج الصندوق» حتى نقدم أفكاراً لرعاية الأطفال أثناء غياب الأم وحضورها مناسبة زفاف أو احتفال نسائي وهو ما يتسبب عادة «بمشاكل عائلية» بين الزوج وزوجته: فمن يهتم بالأطفال ويرعاهم؟ وهل الأب سيقوم بهذا الدور أثناء غياب الأم؟ أم أنَّ الأطفال قد يُتركون عند العاملة المنزلية لوحدهم؟ أو يتم إيداعهم عند بعض الأقارب، مُعاناة تسببت بمشاكل مجتمعية لسنوات عدة، والحل في «نص النظام».
قاعات الاحتفالات في بعض الدول الخليجية أطلقت مُنذ عام تقريباً إعلانات تؤكد وجود «أركان خاصة لاستقبال الأطفال» يتم تشغيلها من قبل شركات مُحترفة لتسلية أطفال المدعوين ورعايتهم لحين استلامهم من ذويهم بموجب «بطاقات وأساور أمنية»، مثل هذه الخدمة التي يفترض أنَّنا سبقنا بها الآخرين مُنذ سنوات، تُضفي جواً «أسرياً وعائلياً» وتشجع على زيادة الروابط المجتمعية وتعكس الاهتمام بالأطفال، وأن نصل مُتأخرين خير من بقاء المُعاناة على حالها.
لا مسوغات ومُبرِّر منطقي «لمنع دخول الأطفال» إلى قاعات وقصور الأفراح، فدائماً ما تثير عبارة «ممنوع اصطحاب الأطفال، أو جنَّة الأطفال منازلهم، أو نتمنى لأطفالكم نوماً هنيئاً» حفيظة الأمهات ليجدنَّ فيها حرجاً كبيراً، بينما «النظام القديم» أتاح فرصة رعاية الأطفال في قصور الأفراح ووضع الضوابط اللازمة لها ولم ينفذ للأسف، فعندما تقرأ «الاشتراطات الفنية» لإقامة قصور الأفراح الصادرة منة وزارة الشؤون البلدية والقروية، سيتأكد لديك أنَّ النظام لم يغفل عن كثير من النقاط المهمة التي يجب مراعاتها وإعادة تطبيقها على بعض قصور الأفراح اليوم، مثل اشتراط «ألاَّ تقل المسافة بين قصر الأفراح وأقرب مستشفى أو مسجد عن 500 متر» وكذلك «ضوابط السلامة واستخدام مكبرات الصوت وتوفير مواقف السيارات. إلخ» والأهم أنَّ «الاشتراطات الفنية» لإنشاء هذه الأماكن كانت أرحم بأطفالنا منَّا، بتخصيص «أركان وساحات لعب» لاستقبال أطفال المدعوين وتوفير «حضانات برسوم» لو لزم الأمر أسوة بما يحدث اليوم في مقار عمل «الأمهات».
وعلى دروب الخير نلتقي.