فيصل خالد الخديدي
لم تمض أشهر على إعلان وزارة الثقافة عن رؤيتها وتوجهاتها إلا والحضور التشكيلي بدأ في الظهور بشكل ملفت ومميز عن غيره من أجناس الثقافة التي ترعاها وزارة الثقافة، والمتمثلة في سبع وعشرين مبادرة أعلنت عنها لتحقيق هذه التطلعات، وتعد أول حزمة من المبادرات المنتمية لستة عشر قطاعاً ثقافياً تخدمها الوزارة لتحقق ثلاثة تطلعات رئيسة، هي: تكريس الثقافة كنمط حياة، والثقافة من أجل النمو الاقتصادي، والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية.
ما تحقق للفنون التشكيلية -مؤخراً- أمر ملفت ومميز ويشي بقادم أجمل ومستقبل مشرق لتحقيق تطلعات وزارة الثقافة المعلنة، والتي تصل بنا سريعاً لرؤية الوطن الطموحة 2030, فالنجاح كان لافتاً للمزاد الخيري الأول من نوعه في المملكة, مزاد (الفن للبلد) والذي أقيم في جدة التاريخية بالتعاون مع دار كريستيز للمزادات الفنية، بمبيعات اقتربت من حاجز خمسة ملايين ريال هو نجاح اقتصادي وأيضاً أعطت مبيعات المزاد مؤشراً بأن اللوحة التشكيلية المسندية ما زالت تحتفظ بمكانتها وسط سطوة الاتجاهات الحديثة على كثير من المشاركات مؤخراً, كما أن أعمال الفنانين التي حققت أعلى مبيعاً في المزاد تعد إنصافاً لأعمال الفنان الحقيقي، وإن غاب عن كثرة المشاركات, وهو ما يجعل إتاحة الفرص للجميع وعدم الاكتفاء بقائمة أسماء محددة سلفاً، مطلباً في القادم من المشاريع.
أما تعزيز الحضور الدولي للفنون التشكيلية السعودية فقد ظهر جلياً بعدة مشاركات دعمتها وزارة الثقافة من أبرزها مشاركة الدكتورة زهرة الغامدي في جناح المملكة المشارك في فعاليات الدورة الثامنة والخمسين ببينالي البندقية بعملها الفني «بعد توهم», ومشاركة الفنانين: فيصل السمرة بـ«قبضة أمل», وفاطمة البنوي بعمل «غمضة عين»، وأيمن زيداني بعمل «أحجار الإبحار»، في بينالي «بينالسور» للفن المعاصر, ومشاركة الفنانتين لولوة الحمود ودانية الصالح في معرض «الذكاء الاصطناعي والحوار بين الثقافات» الذي يقام بمتحف «هيرميتاج» في روسيا.
دعم وزارة الثقافة لكثير من المناشط التشكيلية -مؤخراً- مميز وحقق نتائج ايجابية, والطموح كبير باستمرار هذا التميز والدعم, وتنظيم هذا الحضور ليكون أكثر شمولية لجميع المنتسبين للفنون التشكيلية وأن تحقق الفنون التشكيلية جميع تطلعات الوزارة كما هو مرسوم لها.