محمد المنيف
استطاع صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن أن يجمع الإبداعين الرسم بالكلمة شعراً والشعر المصور أو المرئي عبر اللوحة، فأنتج الكثير من اللوحات التي عبر فيها عن كثير من المواضيع ذات أليمة الإنسانية أحياناً، وأخرى استلهمها من جمال البيئية والمجتمع، مع ما أبدعه من لوحات سريالية الفكرة، والتنفيذ أقرب لقصائد، التي أصبح بها مهندس الكلمة الشعرية.. رأس سموه جمعية الثقافة والفنون عام 1373ميلادية في أول أيام وسنوات تأسيسها عاشت الجمعية فيها عصرها الذهبي جامعة كل الفنون في رحم واحدة، كان سموه حريص على كل تلك الفنون ومنها الفنون التشكيلية مهتماً بأصحاب البدايات وروادها ومشجعاً للمواهب مفتتحاً وكاتباً المقدمات كتيبات معارضهم.. محاوراً ومناقشاً ومستقبلاً لهم في مكتبه في الجمعية (منهم كاتب المقال).
لم يتوقف اهتمام سموه ودعمه للفن التشكيلي بالمشاركة في المعارض وتقدير جهود من يهتم بهذا الفن مع ما كان لحضور سموه وتفاعله ممارساً أو مشاركاً ما يشعر الفنانين بمن مثله قيمة ومقاما وحضورا شعريا وأدبيا وفنيا، من أصحاب سمو ورجال أعمال، ما يعزز قيمة الإبداع التشكيلي مجتمعيا، فقد قدم العديد من أعماله في أعمال خيرية أو مساهماً فيما يخدم الوطن بما لا يقل عن القصائد الوطنية، فقد اقتني لسموه في مزاد دار كريستيز العالمية بمبلغ يعد رقماً أولياً لأول مزاد سعودي تنظمه وزارة الثقافة في جدة مشاركا به لإنشاء متحف وسط جدة، الذي سيجمع ما يتعلق بالمدينة تاريخيا إضافة إلى دعم جمعية خيرية للأطفال مستذكرين عملا مماثلا قامت به جمعية إنسان بعنوان (ومض) وهو عنوان ديوان سموه الذي أتيح ريعه وريع المعرض التشكيلي للوحات سموه لصالح جمعية إنسان عام 2010م.
إن مثل حضور سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن في دائرة وفلك الفن التشكيلي ما يعزز هذا الفن مع ما منحه سموه للتشكيليين ليستلهموا أعمالهم من قصائده في معرض قامت جمعية الثقافة والفنون بتنظيمه عام 2012م.