د. علي بن فايز الجحني
بعد أن أصبح علي الخامنئي مرشداً للثورة تصاعدت معدلات العمليات الإرهابية ضد المملكة من اغتيال للدبلوماسيين، وحرق للسفارة والقنصلية، أو التورّط في المؤامرات ودعم الإرهاب والإرهابيين، والحوثيين وإثارة البلابل والاضطرابات في دول مجلس التعاون، وقتل الآلاف من المدنيين السنَّة العرب في العراق ولبنان وسوريا واليمن.
لقد صدر عن مجلس الأمن والأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية والإقليمية قرارات صريحة، وإدانات واضحة تدين النظام الإيراني لانتهاكه القوانين والأعراف الدولية واستمرار في دعم الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، فهل ينجح الرئيس ترامب الآن فيما لم ينجح فيه كل رؤساء أمريكا السابقون منذ عهد الرئيس كارتر؟ هذا ما ستفصح عنه الأسابيع القادمة.
والسؤال الثاني: هل سيطبّق النظام الإيراني الحلول التي تسفر عنها المفاوضات والاتفاقيات القادمة؟
قلنا مراراً وتكراراً إنه بعد ثورة الخميني في 1979م، قرروا تبني تصدير الثورة والطائفية والمذهبية والإرهاب، واستدعوا طقوس فارس القديمة وثاراتهم وأحقادهم على العرب التي يزخر بها تراثهم وأشعارهم، وأمعنوا في الافتراء والتحريف، والسب والشتم لرموز الإسلام والمقدسات وصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين أقاموا دولة الإسلام، وأطفأوا الشرك ونار المجوسية والوثنية والظلم في بلادهم، ما جعلهم ينفثون أحقادهم وضغائنهم على الصحابة والطعن في السنَّة وأهل السنَّة، وبنوا خرافات وأوهاماً وأكاذيب مما يسمونه العصمة والمهدية والغيبة, والتقية والمظلومية، وتعاون معهم علماء التضليل لديهم مثل: الكليني والقمي والطوسي، والغرض الإستراتيجي الذي يسعون إلى تحقيقه ويخفى على الكثيرين هو الاستمرار في الحكم.
إن هاجس الخوف من فشل ثورتهم وتراجع شعبيتهم داخلياً وإقليميًّا، وحماية لتفكيك نظامهم إذا ما تنامت قوة الأقليات ومن ثم العودة إلى نظام الشاه السابق، لأجل هذا وأمور سياسية ومعتقدات باطلة تبنى الخميني مفاهيم فلسفية وطوَّرها مَن جاء بعده وهي تتمحور حول: تبني سياسة صفوية استعلائية متطرٍّفة تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وإثارة الخلافات، والمنظمات الإرهابية، والعمل على تصدير الثورة والطائفية، وترويج الشعارات المضلِّلة، جاعلين نصب أعينهم عقدة الخوف من الشعب الإيراني ذاته، حيث إنهم يرون أنه في كل مرة تنكفئ فيها إيران على نفسها تتزايد احتمالات انقضاض الشعب عليهم، ونهاية الخمينية وتفككها.
وبناءً على ذلك ترسَّخ لديهم قناعه، قوامها إشغال الشعب بالمشكلات الخارجية والتدخل والتوسع الخارجي، وتكريس (ولاية الفقيه)، وتصدير الطائفية والإرهاب، وفي نفس الوقت محاولة بناء قوة عسكرية تدعم أطماعهم على حساب أمن وتنمية ورفاهية الشعب الإيراني، بما فيها السعي الحثيث إلى امتلاك المعرفة اللازمة لصنع القنبلة النووية في أقرب فرصة مهما كانت المحاذير والاتفاقيات.