م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. الهروب ليس كالرحيل أو السفر.. الهروب يكون دائماً للاتجاه المعاكس تماماً.
2. الهروب حالة من الفزع والخوف من القادم.. وهو فرار من أمر محتمل أو مرتقب.. أما الاتجاه فلا اختيار للهارب فيه، بل فرض مجبر عليه.
3. الهروب قد يكون فراراً من الآخر وقد يكون فراراً من النفس.. ويمكن أن يكون بداعي الخوف الخارجي أو بداعي الملل أو القلق الداخلي.
4. الهروب النفسي ينتج عنه الانعزال، أو الانغماس في الملهيات، أو العنف، أو الاستسلام، أو الانسحاب، أو الصمت، أو الانتحار.
5. الهروب قد يكون بعيداً وقد يكون قريباً.. قد يعني تغيير المكان أو الأشخاص أو الموضوع.. قد يعني الانغماس في الدين أو القراءة أو الكتابة.. أو تعاطي المسكرات أو المخدرات.
6. الهروب أشكال وأنواع وحالات وظروف ومواقف وفرص.. كما هو أيضاً قطع للذاكرة وللصلة وقص للمكان والزمان والأشخاص.
7. الهروب قلق في الليل وتَخَفٍّ في النهار.. وانقطاع الاتصال بالمحيط والمعارف.
8. الهروب قد يكون شجاعة وقد يكون جبناً.. والأكيد أنه ارتحال دائم.
9. المقابل للهروب هو اللجوء.. واللجوء في عصرنا الحديث تبدل معناه وأصبح يعني الهروب!
10. الهروب متعدِّد الوجوه فلا تدري هل هو بداية أم نهاية.. هل هو إقبال أم إدبار.. هل أنت الهارب أم المهروب منه؟
11. في لُجَّة الهروب ربما لا تدري هل هروبك فَقْدٌ دائم أم مؤقت.. هل هو كسب أم خسارة.. هل هو إضافة أم نقص.. هل هو هروب سعيد أم حزين؟
12. هناك هروب صامت تحس أنه تسلَّل من محيط بائس.. أو هروب من جرح غائر.. أو يأس من أمر واقع.. وهناك هروب صاخب فيه إعلان للقطيعة وفيه دفاع وهجوم.
13. الهروب يمكن أن يكون مفاجئاً مفجعاً.. ويمكن أن يكون هروباً ناعماً رقيقاً.. ينسل بعيداً دون انتباه من أحد.
14. أقوى صوت يمكن أن تسمعه هو الصوت الذي بداخلك.. وكذلك الهروب إذا كانت دوافعه داخلية كان أقوى وأعنف من الذي دوافعه خارجية.
15. إذا نَقَلْتَ همومك معك إلى حيث هربت.. فأنت لم تهرب.
16. الهروب قد يعني الانتقال الجسدي.. وقد يعني مجرد الشرود والتفكير في لا شيء.. فقط تغلق المنافذ أمام أذنيك وعينيك.. وتغيب عن المحيط.
17. الهروب مأساة بأي شكل كان.