فهد بن جليد
الوصول الناجح لطلائع الحجاج المُستفيدين من مبادرة «طريق مكة» لحج هذا العام 1440هـ والمُقدَّر عددهم بنحو «ربع مليون حاج» يعكس بجلاء مدى نجاحها ومُناسبتها كخدمة جديدة ضمن خدمات الحج، وهو أمر يُثلج الصدر ويبعث على الاطمئنان والارتياح، فهذا التوسع والاستفادة من المُبادرة السعودية لتشمل هذا العام 5 دول هي» ماليزيا، إندونيسيا، باكستان، بنجلاديش وتونس» يؤكد مدى الاحترافية والمهنية التي وصل إليها السعوديون في تقديم الخدمات للحجاج من داخل بلدانهم وتسهيل إجراءات «رحلة الحج» لهم عبر خدمات «تقنية متقدمة» كامتداد طبعي لتطوير وتجربة وتحسين «رحلة الحج» وجعلها إيمانية ميسَّرة وسهلة ليتفرغ الحاج لتأدية نسكه بكل طمأنينة مُستفيداً من كل الخدمات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- والتي تشهد مع كل موسم تطورًا وتقدمًا كبيرين، كجزء من الواجب الذي شرفها الله به لرعاية الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وخدمة قاصديها.
مبادرة «طريق مكة» مبادرة احترافية ومهنية وعملية تستحق الشكر والإشادة -بشهادة الجميع حجاجاً ومسؤولين- وهي إحدى مبادرات برنامج «خدمة ضيوف الرحمن» الذي أطلقته السعودية ضمن برامج «رؤية المملكة 2030» للارتقاء بمستوى جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، ما يجعلنا أمام حقيقة واضحة -لا يتجاهلها إلا حاقد أو حاسد- بأنَّ السعودية بالفعل سخَّرت كل إمكاناتها وطاقاتها من أجل راحة وسلامة الحجيج بالاستفادة من أحدث وأرقى الطرق والخدمات المتوفرة على مستوى العالم، استشعاراً بالمسؤولية وبحثاً عن أفضل النماذج لخدمة ضيوف الرحمن، لذا ينتظر أن نودع بتجربة إنهاء إجراءات وصول الحجاج المشمولين بالمبادرة إلى المملكة في مطارات بلدانهم التي يُغادرون منها من قبل موظفين سعوديين، سنوات كان الحجاج فيها يعانون من ساعات الانتظار والازدحام على المنافذ والمطارات السعودية، وتُطوي بذلك ذكرى الزحام والتكدس نتيجة زيادة أعداد القادمين، وهو ما يجعلنا نتوقع أن تشمل هذه المبادرة دولاً أخرى في الأعوام القادمة مع تزيد الثقة فيها، وقياس مدى الراحة والسهولة وتوفير الوقت والجهد على «الحاج» الهدف الذي تسعى له المملكة دائماً.
«طريق مكة» لم تعد مبادرة واحدة فقط، فأعمالها لم تكتف بإنهاء إجراءات وصول الحجاج من مطارات دولهم فحسب، بل امتدت لتشمل استقبالهم من قبل فريق سعودي متخصص من شباب الوطن للترحيب بهم بالورود وماء زمزم وتأمين عبورهم السريع عبر الحافلات إلى مقار سكنهم ليؤدوا مناسكهم حتى يشعر الحاج بالطمأنينة والسكينة، وهي خطوات تدعو للفخر والاعتزاز وتؤكد أنَّ قادم الأيام والخدمات في تطور مستمر لراحة لضيوف الرحمن.
وعلى دروب الخير نلتقي.