د. علي بن فايز الجحني
إن القوة الأمريكية الموجودة الآن في المنطقة أو جزء يسير منها يمكن أن تجعل قوة إيران العسكرية أثراً بعد عين دون أن يتأثر الشعب الإيراني المغلوب على أمره برحيل هذا النظام الإرهابي، وما جرى من اعتداءات على ناقلات النفط في الخليج وإسقاط طائرة عسكرية أمريكية من طراز إم.كيو-4سي ترايتون.. كل ذلك أمر خطير، خاصة وأن ما يحدث من إرهاب واستفزاز صادر بأمر «علي الخامنئي»، فمن المعروف أنه أثناء حكمه من عام 1981 إلى 1989م،كرئيس لجمهورية إيران شهدت الملاحة في الخليج العربي هجمات من طرف إيران خاصة أثناء الحرب العراقية الإيرانية، إذ كلما اشتد الخناق عليهم لجؤوا إلى استهداف السفن للفت الأنظار غير أبهين بالقوانين والمواثيق الدولية، وقد قالوا مراراً وتكراراً: «إنهم سيغلقون مضيق هرمز إذا لم يستطيعوا استخدامه بسبب الإجراءات الأمريكية، وإن استمرار انتقال السفن التجارية العابرة من منطقة الخليج إلى خارجها، يرتبط بإيجاد الأمن في المنطقة من طرف إيران»؛ ماذا يعني ذلك؟.. يعني أن عدم الاستقرار والاضطراب في المنطقة والاعتداء على حركة الملاحة في الخليج هي من صنع هذا النظام، وقد صرح قاسم سليماني أن «البحر الأحمر الذي كان آمناً، لم يعد اليوم آمناً».
والجدير بالتنويه أنه مع المواجهات التي تحدث بين إيران وأمريكا بدءاً بالرئيس كارتر إلى أوباما يخرج نظام الملالي أكثر بلطجة وغطرسة ودعماً للإرهاب، ونشراً للكراهية والطائفية.. فهل الرئيس ترمب سيكون غير الرؤساء السابقين؟..
إنه وبنظرة سريعة على خارطة الاعتداءات الإرهابية على الأمريكان نجد أنها بدءاً من احتجاز الأمريكان كرهائن في سفارة بلدهم في طهران، وفي عام 1982م، اختطف (96) مواطناً أجنبياً في لبنان بينهم (25) أمريكياً من قبل حزب الله والجماعات التابعة لإيران، وفجرت السفارة الأمريكية في بيروت وقتل (63) شخصاً في السفارة، وفي نفس العام قام شخص إيراني الجنسية ينتمي للحرس الثوري، بتنفيذ عملية انتحارية في بيروت على مقر مشاة البحرية الأمريكية، نجم عنها مقتل (241) شخصاً وجرح أكثر من (100) من الأمريكان، وفي نفس العام تم تفجير مقر القوات الفرنسية بالتزامن مع تفجير مقر القوات الأمريكية، ونجم عنه مقتل ( 64) فرنسياً مدنياً وعسكرياً، وهاجموا السفارة الأمريكية والسفارة الفرنسية في الكويت ومصفاة للنفط، وحياً سكنياً، وقصفوا ناقلات نفط في الخليج.
وفي عام 1984م هاجم حزب الله ملحق للسفارة الأمريكية في بيروت الشرقية نتج عنه مقتل (24) أمريكياً، وتم اختطاف طائرة خطوط (TWA) واحتجاز (39) راكباً أمريكياً على متنها لمدة أسابيع؛ فضلاً عن أن هذا النظام قد تسبب في قتل آلاف الأمريكان في العراق وأفغانستان وفي دول أخرى.. وهناك أحداث إرهابية كثيرة يطول ذكرها ستكشف الأيام عنها.
والسؤال الذي يجب أن يطرح ماذا عمل الأمريكان فعلاً إزاء ما حدث؟..
لقد سلموا العراق لنظام الملالي، كما عبر عن ذلك الراحل سمو الأمير سعود الفيصل، وقاموا بإنشاء المليشيات التي يشرف عليها الحرس الثوري كوكلاء شر لهم، ودمّروا سوريا ولبنان، ورسخوا الطائفية والكراهية في لعراق، ودعموا الحوثيين في اليمن، وتغلغلوا في إفريقيا، ودعموا الإرهاب واحتضنوا المنظمات الإرهابية ورموزها داعش والقاعدة فضلاً عن التدخل السافر في شئون الدول الداخلية.
إن استمرار تشديد الحصار الاقتصادي والعقوبات الخانقة على رقاب الملالي ستبدأ بهز جبهتهم الداخلية، وزلزلة طموحاتهم التوسعية، وما حدث مؤخراً من تحريك للحوثيين والاعتداء السافر على أراضي المملكة العربية السعودية من خلال استهداف بعض مطاراتنا الجنوبية يؤكد حالة التخبط والانهيار، فيلجؤون إلى تحريك عملائهم الحوثيين للقيام بعمليات إرهابية.
إن تاريخ مرشدهم الحالي علي الخامنئي حافل بالإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم وذلك أثناء فترة حكمه كرئيس للنظام الإيراني قبل أن يصبح المرشد الأعلى للثورة الإيرانية حاليا، حيث إنه أصبح الرئيس الثالث لإيران بعد أبو الحسن بني صدر ومحمد علي رجائي من سنة 1981م إلى 1989م، وفي فترة حكمه وحتى بعد أن أصبح مرشداً عرف عنه وأذنابه في العالم العربي بحقدهم على مملكة العرب السعودية لنجاحاتها المستمرة.
إن المملكة ورغم أنوف الحاقدين قد تمكنت وفي وقت قصير من الانتقال من مرحلة إلى أخرى من التقدم والازدهار في ظل أمن وارف الظلال واستقرار وتنمية شاملة في إطار الثوابت، وهي مستمرة بحمد الله بالانفتاح والتطور والتحضير لمشروعات هي الأضخم على مستوى العالم ضمن رؤية 2030 وستضع المملكة بحول الله وقوته في مصاف الدول المتقدمة، وستبقى عوناً وصديقاً للدول والشعوب المحبة للسلام، وفي نفس الوقت حصناً منيعاً في وجه أصحاب المشروعات التوسعية والإرهابية من الإيرانيين وأذنابهم.
إن حقد نظام الملالي في إيران على المملكة يفوق حقد الكفار على المسلمين، لأسباب كثيرة منها: ما حبي الله المملكة واختصها به عن سائر البلدان، وبسبب علاقاتها المتميزة مع دول العالم، ومع الولايات المتحدة خاصة، وقد تجسدت الأعمال العدائية والإرهابية ضد المملكة من خلال استهدافها في مواسم الحج وغيرها، والتدخل في الشئون الداخلية ودعم الحوثيين.. وبفضل الله ثم يقظة رجال الأمن في المملكة أُحبطت مخططات ولاية الفقيه التي كانت تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بلاد الحرمين الشريفين.