د. منصور المالك
السيد الرئيس دونالد ترامب
عندما تصافح أمير دولة قطر خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية أنصحك بعدها بالنظر إلى يديك فقد صافحتا للتو يدين ملطختين بالدماء البريئة.. دماء الأطفال والنساء والشيوخ.. ودماء الشعب الأمريكي وجنوده كذلك.
ولتفسير ذلك فإنه يحسن أن تعرف أن الدوحة تحتضن تنظيم الإخوان الإرهابي المنتشر في دول العالم جميعاً بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية.. تقدم الدوحة للتنظيم المال والملجأ والدعم اللوجستي وتزودهم بجوازات سفر قطرية وتقدم لهم الدعم الإعلامي عبر العديد من القنوات الإعلامية وعلى رأسها قناة الجزيرة.
ساهم تنظيم الإخوان بدعم قطري في سفك الدماء عبر إدارته للثورات في العالم العربي بما في ذلك استخدام العنف والإرهاب لإسقاط الحكومات وتدمير الدول، وقد كان يوسف القرضاوي المرشد الروحي لتنظيم الإخوان يطلق من قطر فتاويه بأنه لا مانع من استخدام القتل والتفجير والاغتيال لتحقيق هذه الأهداف.
تنظيم الإخوان هو الرحم الذي خلف للعالم القاعدة وداعش.. وزعماء هذه التنظيمات وأعضاؤها ومفكروها ومؤيدوها كانوا أعضاء مسجلين في تنظيم الإخوان وهم الآن الجناح الجهادي للتنظيم، تنظيم الإخوان يظهر في أمريكا بوجه حضاري متفتح وجذاب ومتسامح وفي جهة أخرى يمارس أعمال القتل والعنف وسكب الدماء.
فخامة الرئيس... قطر لا تدعم تنظيم الإخوان فقط بل تقدم الدعم لعدد من شبكات التنظيم الجهادية المتفرعة بما فيها تنظيمات مسؤولة عن قتل مواطنين أمريكيين، فقناة الجزيرة الناطقة بالعربية (وليست الناطقة بالإنجليزية التي تملك جلداً آخر) كانت هي المنصة الإعلامية لتنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، قناة الجزيرة القطرية قدمت بن لادن كزعيم مسلم مجاهد واستمرت في تعظيم صورته حتى الحادي عشر من سبتمبر بالإضافة إلى كل ذلك فإن قطر قدمت بالتعاون مع إيران ملجأ ودعماً لوجستياً لأفراد من تنظيم القاعدة.
قطر لم تقف عند دعم القاعدة فقد سهلت بالتعاون مع تركيا تسهيل انتقال ودخول آلاف المقاتلين إلى سوريا والذين انضموا إلى داعش وسهلوا كذلك نقل الأموال إلى داعش عبر شراء البترول من التنظيم وتسليمه لتركيا.
كذلك قدمت قطر دعماً مالياً ضخماً بلغ أكثر من مليار دولار إلى الحشد الشعبي العراقي الذي كان يقاتل الجنود الأمريكان في العراق وتم ذلك عبر مسرحية تخليص رهائن قطريين اختطفوا خلال رحلة صيد في العراق.
المال القطري لم يصل إلى جيوب التنظيمات الإرهابية فقط بل وصل إلى الفساد والمفسدين، ففي يونيو عام 2017 كشف المحقق الأمريكي مايكل غارسيا في تقرير من 430 صفحة أن قطر دفعت مئات الملايين من الدولارات للحصول على حق استضافة كأس العالم عام 2022 وتم إدانة عدد من المسؤولين الرياضيين حول العالم ومنعهم من ممارسة الأنشطة الرياضية، وغير ذلك فقد قدمت قطر رشاوي أخرى للحصول على حقوق نقل مباريات وتنظيم مسابقات بما يوضح أن هذا نهج مستمر في السياسة القطرية.
فخامة الرئيس.. قطر هذه الإمارة الصغيرة الثرية تملك شخصيتين مختلفتين فمن جهة تظهر بشكل الدولة المنفتحة والتي تنفق بيد أموالها في المراكز التجارية الفارهة والأندية الرياضية والملاهي الليلة في أوروبا وباليد الأخرى تنفق أموالها في دعم التنظيمات والتشكيلات الإرهابية سراً وجهراً وفي سفك الدماء البريئة، فهل أنت مستعد للمصافحة؟