فهد بن جليد
لا أحد يمكنه أن يُصادر حق أحد في التعبير عن حبِّه للمملكة، وتأثره بالمجتمع السعودي الذي عاش فيه مُعززاً مكرما، أو يمنعه من التحدث عن أي قضية يراها بالطريقة المناسبة، دون أن يتجاوز على أحد أو يسيء لأي أحد مع ضرورة أن يفتخر كل مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي بجنسياتهم التي يحملونها، وأن يعلم جميع المُتابعين من المُراهقين والمُراهقات خصوصاً «جنسية» صاحب هذا الرأي أو السلوك أو التصرف من «المشاهير» وأنَّه يمثل نفسه وجنسيته، ولا يمثل السعوديين بالضرورة، لأنَّنا سئمنا إلصاق كل ما يقوم به بعض أولئك المشاهير في حساباتهم من تصرفات وسلوك وطقطقة -غير مسؤولة- بالمجتمع السعودي، والأكثر خطراً أن يظهر هؤلاء على القنوات التلفزيونية بصفة «مشاهير وإعلاميين سعوديين» ويمنحوا مساحة من البرامج والشهرة على هذا الأساس، وأن يتم دعوتهم أيضاً للمناسبات والاحتفالات بهذه الصفة وعلى حساب الإعلاميين والمشاهير السعوديين، الذين عليهم دور حقيقي وكبير ينتظر أن يقوموا به تجاه وطنهم ومجتمعهم.
الإسهامات والأدوار الجميلة التي يقوم بها المُنصفون من «المشاهير المقيمين في المملكة» في تصحيح الصورة الخاطئة التي يُحاول البعض نشرها عن السعودية والسعوديين -هي محل تقدير واحترام وإكبار- فدفاع هؤلاء عن المملكة يعكس حبهم وأخلاقهم ووفاءهم لهذه البلاد ولهذا المجتمع الذي عاشوا فيه وبادلهم الحب بالحب والعطاء بالعطاء، كما أنَّنا أول جمهور ومُتابعي هؤلاء ممَّن يُقدمون الفائدة ويرسمون البسمة دون تجاوز على أحد أو إيذاء مشاعر أحد، بتقديمهم المحتوى المفيد واللائق بكل ود ومحبة، أنا لستُ ضد شهرة هؤلاء أو تفاعلهم الجميل والمقبول داخل المجتمع السعودي أو ما يقدمونه من فائدة وخدمة مجتمعية -حديثي هنا- يبقى عن تلك النماذج «المُسيئة» التي تجاوزت بتصرفاتها ومقاطعها -بقصد أو بدون قصد- العادات والتقاليد السعودية الواجب احترمها وتقديرها، ممن اتكأوا على شهرتهم السعودية في هذا التجاوز، فبعض هؤلاء يظهرون بلهجة سعودية ويتصرفون وكأنَّهم مشاهير سعوديين وهو ما يُساهم في خلق صورة نمطية خاطئة عن السعوديين ومشاهيرهم، وربما ساهموا بالتأثير على الجيل القادم من جمهورهم من صغار السن والمُراهقين.
لا يجب أن يغضب أحد من هذا الطرح، الذي أحفظ فيه للمُحسنين والرائعين والموهوبين مكانتهم وتقديرهم، فأنا ومن يتفق مع -رأيي هذا- نحترمكم ونحبكم، ولكنَّنا نحب بلدنا ومجتمعنا أكثر، نشجعكم ونتابعكم ونقدر احترامكم ومُراعاتكم لعاداتنا وتقاليدنا، وستكبرون أكثر في «أعين مُتابعيكم» عندما تفتخرون بجنسياتكم دون خجل، مثلما تتقاسمون معنا حب هذا البلد وتتمتعون فيه «بشهرتكم».
وعلى دروب الخير نلتقي.