د.ثريا العريض
في زيارة سمو ولي العهد لكوريا الجنوبية تداولت وسائل التواصل كلمة أحد أعضاء البرلمان الكوري التي تناولت بإيجابية عمق علاقة المملكة العربية السعودية بكوريا الجنوبية، وتجربته هو شخصيا في العمل مهنيا كعامل بأحد المشاريع العملاقة لتأسيس البنية التحتية في المملكة السعودية, مثمنا دور المملكة في بناء وتنمية الاقتصاد الكوري عبر استخدام خبرات وسواعد العمالة الكورية.
صدق الرجل الوفي فهي فوائد متبادلة لنقاط القوة.
بعض ما استجد في العقود السبعة الماضية ما زال يترك آثاره في مسيرة المنطقة الشرق أوسطية وعلى رأسها المملكة غالبا لأنها المنطقة الأهم في اقتصاد العالم حيث يركز عليها كمصدر للطاقة الضرورية للصناعة ووقود السيارات والطائرات وبالتالي استدامة استقرار الاقتصاد العالمي. الآن تداخلات المستجدات في اقتصاد الشرق والغرب ومتغيرات السياسات والعلاقات البينية وتوجهات أمريكا وأوروبا والنمور الآسيوية والاتحادات الأفريقية يعيدنا كمنطقة إلى بؤرة الاهتمام. والمملكة العربية السعودية هي قلب المنطقة التي تتوسط تقاطعات المصالح للجهات العالمية المختلفة. والمستجد الأخير هو تغير الثقل الاقتصادي والسياسي والمصالح والعلاقات البينية للدول الشرق آسيوية والغربية.
خلال العقد الأخير زار المملكة العربية السعودية الكثير من رؤساء الدول و المسؤولين, وعقدت مؤتمرات مهمة في الرياض وفي الجوار القريب والعالمي في القارات الخمس. ولن تكون آخر الأحداث المهمة التي تمس المملكة وعلاقاتها الدولية.
قبل 3 سنوات شاركت في المؤتمر الثاني لغرب آسيا الذي عقد في نيودلهي بدعوة من مركز الأبحاث والدراسات الإستراتيجية في وزارة الدفاع الهندية «ديسكا». وكان المحور الرئيسي للمؤتمر العلاقات الآسيوية المستقبلية بدول المنطقة العربية بعد ما عرف بـ«الربيع العربي».
في مؤتمر غرب آسيا هذا أكد الجميع أهمية دور دول الخليج في مستقبل المنطقة الآسيوية كلها سواء من حيث ارتباط اقتصاد الدول المصدرة للعمالة الماهرة وغير الماهرة بسلامة اقتصاد دول الخليج, وضمنها المملكة المملكة العربية السعودية, واستمرارية مشاريعها التنموية, أو من حيث دورها كمصدر للطاقة ومستقدم لمهارات العمالة الآسيوية.
تناولت الأوراق التي طرحت العلاقات بين آسيا وبالذات غرب آسيا ومنطقة الخليج. وطرح كل باحث رؤيته للأحداث في الشرق الأوسط ومسبباتها, والعلاقات بين بلده ودول الخليج، وما يتوقع أن يحدث من تداعيات احتمالات هبوط أسعار النفط، أو رفع الحظر عن إيران وإجازة برنامجها النووي.
ذكر كثير من المتحدثين خطط «الصهيونية» وتأسيس إسرائيل كأول مسبب لقلقلة المنطقة والغضب العربي, وكذلك ربطوا أحداث الربيع العربي باستبداد الأنظمة وغليان الشعوب, وأنها ثورات للتصحيح الاجتماعي اختطفتها التنظيمات المسيسة متدثرة بغطاء ديني ثم تحولت إلى تنافس تناحري بين الأذرع المختلفة ضرب الاقتصاد وشل مشاريع التنمية.
وذكر المشاركون صراع القوى العظمى للسيطرة على المنطقة وآخر مظاهره دخول روسيا إلى المنطقة.