«الجزيرة» - عمار العمار:
ترجل الفارس الفيحاوي النبيل عن صهوة جواده (الفيحاء) الجميل.. ترجل الرجل الذي أجمع أقطاب الوسط الفيحاوي كافة على وجه الخصوص، والمجتمع الرياضي بشكل عام، على أنه من أكثر الرؤساء رزانة وخلقًا وتعاملاً، ومن أنبلهم.
الأستاذ سعود الشلهوب قاد الفيحاء إلى أبعد وأقصى حدود الطموح، وأعطى من وقته وماله وصحته ليرى الفيحاء في أعلى مكان، وحقق ما عجز عنه الآخرون، ونال لقب الرئيس الذهبي لنادي الفيحاء؛ ليترك بعده تركة ثقيلة لمن خلفه في سدة الرئاسة، وهم على قدر كبير من الثقة بتكملة المشوار في الإدارة الجديدة بقيادة الأستاذ عبدالله أبانمي.
بالأمس القريب، ومع نهاية الموسم الرياضي الماضي، قرر الشلهوب عدم الترشح مرة أخرى لرئاسة نادي الفيحاء لفترة جديدة، وهو الخبر الذي صدم المجتمع الفيحاوي أجمع؛ لما يمثله هذا الشهم من ثقل اجتماعي ورياضي في الأوساط الاجتماعية والرياضية.. وبالرغم من الضغوطات الكبيرة لثنيه عن القرار إلا أنه رأى أنه قدم كل ما لديه، وسيمنح الفرصة لغيره ليبحر بمركب الفيحاء. فمن يعرف خفايا العمل الدؤوب والفكر المستنير ورحابة الصدر التي يتمتع بها القائد الفيحاوي الفذ سعود الشلهوب يدرك المكانة التي وصل إليها هذا الرجل المعطاء لمدينته وناديه، والثقة التي اكتسبها من وجهاء مدينة المجمعة. فترتان رئاسيتان قاد فيهما الأستاذ سعود نادي الفيحاء إلى أعظم إنجاز وأقوى ظهور، وأظهر معه الفيحاء في أبهى صورة؛ فقاد الفريق الفيحاوي لتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز؛ إذ قاده إلى تحقيق بطولة دوري الدرجة الثانية، والصعود لدوري الأولى عام 1434 بعدما كاد يهبط لدوري المناطق، وحقق بعدها في ثلاثة مواسم لقب بطولة دوري الدرجة الأولى عام 1437، وصعد للدوري الممتاز لأول مرة في تاريخ النادي في منجز فريد.
الشلهوب فيحاوي الهوى والهوية، وكان له صولات وجولات سابقة، وتربى بين أحضان هذا النادي العريق منذ أكثر من 50 عامًا، قضاها بين ردهاته؛ إذ بدأ لاعبًا في كرة اليد، ثم إداريًّا لكرة اليد، قبل أن يتولى رئاسة نادي الفيحاء في عام 1428، وكاد الفريق يصعد معه لدوري الكبار، وعاد في موسم 1432/ 1433 رئيسًا للنادي لفترتين متتاليتين، قاد فيهما الفريق لأعظم إنجاز.
سعود الشلهوب العاشق المتيم بالفيحاء لن يبرح الأسوار الفيحاوية؛ لأنه أحد أعظم أركان الكيان البرتقالي، وسيظل داعمًا للنادي ماديًّا ومعنويًّا؛ فهو يضع الفيحاء ضمن أولوياته، ويسعى لنجاحه.