سمر المقرن
من أكثر المشاهد التي تُسبب لي حالة توتر هي رؤية طفل في السيارة يجلس بدون مقعد خاص بالأطفال، والأكثر توتراً لي عندما أرى طفلاً يجلس بالمقعد الأمامي. مع أن المرور مشكوراً قد وضع عدم جلوس الطفل بالمقعد المخصص ضمن خانة المخالفات المرورية إلا أن الالتزام به قليل جداً، إذا ما نظرنا إلى الدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2016م، والتي توضح بالحقائق والأرقام خفض نسبة وفيات الأطفال بسبب استخدام كرسي السيارة حيث انخفضت وفيات الرضع بنسبة 70 % وانخفضت نسبة وفيات الأطفال بنسب تتراوح ما بين 54 % إلى 80 % حول العالم.
مع كل هذه التحذيرات ووجود مخالفات مرورية لمن لا يلتزم بجلوس الطفل في مقعده الخاص، ما زال هناك فئة كبيرة لا تلتزم به، وهذا من وجهة نظري يعود إلى قلة الوعي بأهمية جلوس الطفل في مقعد مخصص له، وحتى لو كان هذا يؤدي إلى مخالفة مرورية فالأهم من المخالفة أن يحمي الأهل أطفالهم وأن يخافوا عليهم أكثر مما يخاف عليهم المرور!
وقد يعتقد -بعضهم- أن مقعد الأطفال في السيارة خاص بالرضع، وهذا الأمر غير صحيح فالطفل لغاية بلوغه عمر الثامنة يجب أن يجلس بمقعد الأطفال، وبعد ذلك يجلس في المقعد الخلفي لكن يتم تثبيته بحزام الأمان، بعض الأهالي يتعللون بعدم استخدام المقعد أن الطفل يرفض الجلوس به، وقد يحدث هذا إذا لم يكن متعوداً عليه، إلا أن الرضوخ له أمر خطير جداً فلا ينبغي التنازل لرغباته مقابل سلامة حياته.
ومن واقع تجربة أقول إن الطفل عندما يتعود الجلوس في مقعده سوف يرفض الجلوس على مقعد السيارة العادي، وهذا واقع تجربتي مع طفلي «سلومي» فأحياناً أحتاج وأنا في السيارة إلى رفعه من المقعد لتعديل أو تصليح شيء ما أجده يرفض تماماً ترك مقعده لأنه تعود عليه منذ الشهور الأولى بعد ولادته.
القوانين والأنظمة داعم أساسي في رفع درجة الوعي، لكن من المهم أن يفهم الأهل أهمية هذا الأمر، وأن يكون لديهم الإدراك الكامل لقواعد السلامة التي تحفظ حياة وسلامة طفلهم في حال تعرضت السيارة لأي حادث لا سمح الله.