ما زالت تلم بأذهاننا أطياف مطار المجمعة الترابي الذي يقع على مسافة غير بعيدة شرقي المباني، وكان الوصول إليه بوساطة سيارة أو دراجة أو للرجل النشط، وما فتئنا نتصور مهبط الطائرات الترابي الممتد عبر مساحة واسعة على أرض مستوية يستوعب هبوط طائرات الداكوتا DC3، والكونفير قبل أن نرى الطائرات النفاثة الضخمة.
وفي الجهة الغربية من الموقع تقع خيمة بيضاء هي مقر إدارة المطار التي تتولى استقبال المسافرين وتدوين أسمائهم، واستقبال الرحلات القادمة. كان يتولى إدارة المطار شخص واحد أدرك فيمن كلف بإدارته محمد التويجري - رحمه الله - الذي عمل أيضاً مساعداً طبيّاً في مستوصف المجمعة ثم في المستشفى بعد إنشائه.
وامتدت المباني إلى أرض المطار، وتجاوزته من جميع الجهات إلى مسافة بعيدة، ولا يزال الحي يعرف حتى الآن بأرض المطار أو حي المطار.
افتتح عام 1375هـ / 1955م في عهد الملك سعود (1373 - 1384هـ) - رحمه الله - وقدم خدماته الجلى مدة سنوات وجوده لسكان المجمعة ومدن سدير والغاط والزلفي وما جاورها. والطيران وسيلة نقل سريعة مريحة للمسافرين ولا سيما المرضى الذين ينقلون للعلاج في الرياض، وسائر الطرق ترابية، ومنها طريق المجمعة إلى الرياض، ووسيلة السفر سيارات الشحن (Lorry)، والركوب في صندوقها الخشبي الكبير الذي لم يُعد أصلاً لنقل الركاب، بل لنقل البضائع التي لا يخشى عليها العطب، وقطع المسافة يستغرق سبع ساعات، وثلاث أيام إلى مكة، وتقاس على ذلك سائر المسافات. غير أن المطار أغلق، وتوقفت خدماته بعد وجود طريق معبد بالزفت إلى الرياض وغيرها من البلدان.
وعلى الرغم من توافر الخطوط البرية المعبدة وقطار سار فإن الحاجة ماسة إلى إعادة المطار، وتأهيله بما يناسب مستوى المملكة في التطور والحضارة، وكثرة السكان في المنطقة من مواطنين ومقيمين؛ ليكون مطاراً إقليمياً يقدم خدمات السفر إلى قطاع كبير من سكان المملكة المتمثل في محافظة المجمعة بما تضمه من مراكز عدة، ومحافظة الغاط، ومحافظة الزلفي، وبعض المحافظات المجاورة كمحافظة شقراء التي تبعد عن المجمعة نحو ثمانين كيلاً ومحافظة حفر الباطن.
وسيوفر المطار خدمات السفر للحجاج والمعتمرين والسياح والمصطافين، وسيسهل سفر المقيمين إلى بلدانهم والعودة منها، ويكون محطة أولى لرحلات دولية إلى جانب الراحلات الداخلية المباشرة، ويريح المسافر من قطع أربعمائة كلم من المجمعة إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض، ونحو ستمائة كلم من الزلفي إلى المطار ذهاباً وإياباً.
ويمكن أن أوجز أهداف خدمات المطار وفوائده في النقاط الآتية :
1 - تسهيل سفر المواطنين إلى محطات الطيران محليّاً وعربيّاً ودوليّاً، بدلاً من تجشم عناء السفر إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض.
2 - توفير خدمات الطيران للمقيمين من موظفين وعمال وعاملات ـ وهم كثيرون ـ للسفر إلى بلدانهم، والعودة منها؛ فالكفيل السعوديّ يعاني من مشقة ترحيلهم عبر مطار الملك خالد الدولي في الرياض؛ لبعد المسافة ومعاناة الازدحام.
3 - تيسير سفر كثير من منسوبي جامعة المجمعة من أساتذة وموظفين وطلاب إلى بلدانهم وعودتهم منها، ولاسيما المتعاقدون الوافدون. ويضاف إليهم موظفو مدينة سدير الصناعية والعاملون فيها، وهم كُثرٌ أيضاً.
4 - تنشيط حركة السياحة في المنطقة.
5 - يُعد المطار رافداً لمطار الملك خالد الدولي في الرياض، يسهم في تخفيف الضغط عليه والازدحام، ولا سيما في مواسم الحج والعمرة والإجازات.
6 - يعتبر المطار ردءاً لمطار الملك خالد الدولي، تحول إليه الرحلات أو بعضها عند الضرورة؛ فالاحتياط في كل أمر واجب. وإقليم اليمامة على امتداده وسعته وكثرة بلدانه وسكانه لا يوجد فيه إلا مطار مدني واحد.
7 - توفير خدمات المطار للطيران الخاص، وبخاصة طائرات رجال الأعمال في مدينة سدير الصناعة.
8 - سيوفر المطار دخلاً ماليّاً لهيئة الطيران والخطوط السعودية؛ لأن اختيار الطيران ملزم لمن هم خارج المملكة، ولمن يود السفر خارج الحدود. وأغلب المسافرين يفضلون الجو أكثر من أي وسيلة أخرى؛ لتوفير الوقت وسهولة الوصول إلى المحطة الأخيرة.
** **
البريد الإلكتروني: haldukhayyil@gmail.com