من الرجالِ الذينَ يندرُ وجودهم الراحل الكبير غازي القصيبي رحمه الله, إليك شيئًا من خُلاصةِ تجاربه وعصارةِ فكره, خُذها كهديةٍ ثمينةٍ, اختصرْ بها المسافات, وتفوقْ على أقرانك بالعملِ بها:
* عِزَّةُ النَّفْسِ نُقْطَةٌ يَنْتَهي عِنْدَها أَلْفُ شَخْصٍ.
* أحْيانًا، لا يَحْتاجُ الإنْسانُ إلى وَجْهٍ جَميلٍ، بِقَدْرِ احْتِياجِهِ لِقَلْبٍ جَميلٍ.
* الإنْسانُ الملَوَّثُ داخِلِيًّا لا يَسْتَوْعِبُ وُجودَ بَشَرٍ أنْقِياء.
* رُسوبُ أيِّ طالِبٍ في المادَّةِ يَعْني فَشَلي في التَّدْريسِ، قَبْلَ أنْ يَكونَ فَشَلَهُ في اسْتيعابِ المادَّةِ.
* وَراءَ كُلِّ إنْجازٍ عَظيمٍ إيمانٌ عَظيمٌ.
* قِمَّةُ المتْعَة، أنْ تُجالِسَ شَخْصًا يَكْرَهُكَ وَيَغْتابُكَ كثيرًا، وَمَعَ ذَلِكَ يُبَيِّنُ لَكَ العَكْسَ؛ هَذا كافٍ بِأنْ يُخْبِرَكَ أنَّ لِحُضورِكَ هَيْبَةً قادِرَةً عَلى تَحْويلِهِ لِمنافِقٍ جَبانٍ.
* لا قيمَةَ لآراءِ النّاسِ، ما دامَتْ أفْعالُكَ تَمْنَحُكَ ضَميرًا مُرتاحًا.
* التَّخَصُّصُ الوَحيدُ الَّذي لَنْ تَجِدَهُ يُدَرَّسُ في جامِعاتِ الدُّنْيا هُوَ: (الأخْلاقُ).. قَدْ يَحْمِلُهُ عامِلُ النَّظافَةِ، وَيَرْسُبُ فيهِ الدُّكْتور.
* الاحْتِرامُ لايَدُلُّ عَلى الحُبِّ، إنّما يدلُّ عَلى حُسْنِ التَّرْبِيَةِ، احْتَرِمْ حَتّى لَوْ لَمْ تُحِبّ.
* هَنيئًا لمنْ يَتَناسَوْنَ الإساءَةَ.. وَلا يَحْمِلونَ في قُلوبِهِمْ قَسْوَةً.. وَلا يَعْرِفونَ لِلْعَداوَةِ طَريقًا... لمنْ كانَ في لِقائهِمْ فَرَحٌ.. وَبِحَديثِهِمْ سَعادَةٌ لا تَتَكَرَّرُ.
* كُلَّما زادَ العُمُرُ، أيْقَنّا أنَّ تِلْكَ الحَياةَ لا تَسْتَحِقُّ كُلَّ هَذا الألَمِ، تَرْحَلُ مَتاعِبُ وَتَأْتي غَيْرُها، تَموتُ ضَحِكاتٌ وَتُولَدُ أُخْرى، يَذْهَبُ البَعْضُ وَيَأْتي آخَرونَ، مُجَرَّد (حَياة).
* أوَّلُ مَنْ يَعْتَذِرُ هُوَ الأشْجَعُ، وَأوَّلُ مَنْ يُسامِحُ هُوَ الأقْوى، وَأوَّلُ مَنْ يَنْسى هُوَ الأسْعَدُ.
* الرَّجُلُ الحَقيقِيُّ هُوَ الَّذي لا يَحْلَمُ بِالانْتِصارِ عَلى امْرَأَةٍ! الرَّجُلُ هُوَ مَنْ يَرى خَلْفَ الجَسَدِ الأُنْثَوِيِّ تِلْكَ الطِّفْلَةَ الدّامِعَةَ الخائفَةَ الباحِثَةَ عَنْ حَنانٍ.
* لا تَخَفْ مِنَ القاسي؛ خَفْ مِنَ الحَنونِ إذا قَسى!.
* حينَ سُئلَ غازي القصيبي: خَلْفَ كُلِّ عَظيم ٍامْرَأَةٌ، فَمَنْ وَراءكَ؟ قال: «إذا أرَدُّتُمُ الحَقيقَةَ؛ كُلُّهُنَّ في الأمامِ وَنَحْنُ نَرْكُضُ خَلْفَهُنَّ!».
* إذا كانَ هُناكَ سِرٌّ لِنَجاحي؛ فَهُوَ أنَّني كُنْتُ دَوْمًا أعْرِفُ مَواطِنَ ضَعْفي بِقَدْرِ ما أعْرِفُ مَواطِنَ قُوَّتي.
* كُلُّ الغَباءِ أنْ تَقْضي حَياتَكَ في تَتَبُّعِ إرْضاءِ فُلان وَفُلان.. افْعَل الصَّوابَ، وَيَرْضى مَنْ يَرْضى، وَيَغْضَبُ مَنْ يَغْضَبُ!.
* المسْؤولُ الَّذي يُنْفِقُ وَقْتَهُ في التَّوافِهِ.. لَنْ يَجِدَ مُتَّسَعًا مِنَ الوَقْتِ لِلْعَظائمِ.
* بعض من حولك يَسْتَطيعونَ التَّعايُشَ مَعَ إخْفاقِكَ، ما لا يَسْتَطيعونَ التَّعايُشَ مَعَهُ هُوَ نَجاحُكَ.
* الَّذين يَعْرِفونَ فَرْحَةَ الوُصولِ إلى أعْلى السُّلَّمِ هُمُ الَّذين بَدَأوا مِنْ أسْفَلِهِ. وَالَّذين يَبْدَأون بِأعْلى السُّلَّمِ لَنْ يَكونَ أمامَهُمْ إلاّ النّزولَ.
* لا تَجْعَلْ خَوْفَكَ مِنْ تَعْليقاتِ الآخَرينَ يَحْرِمُكَ مِنْ فِعْلِ ما يُسْعِدُكَ.
* الوَطَنُ هُوَ رَغيفُ الخُبْزِ، وَالسَّقْفُ، وَالانْتِماءُ، وَالكَرامَةُ.
* نَحْنُ في سِباقٍ مَعَ الزَّمَنِ؛ إمّا أنْ نَقْتُلَ التَّخَلُّفَ أوْ يَقْتُلَنا.
(رَحِمَكَ اللهُ يا غازي القصيبي، وَوَسَّعَ نُزُلَكَ)