أحمد بن عبدالرحمن الجبير
كان سمو ولي العهد في صدارة قادة دول قمة مجموعة العشرين، وفي المنتصف، والى جوار الرئيس الأمريكي ترامب، ورئيس الوزراء الياباني، ولغة الصور تعكس حكم المكانة الدولية للمملكة وتعكس حجم الاحتفاء الدولي بسموه، والحرص الخاص من الرئيس الأمريكي بدعم المملكة على المستوى الدولي، كما جاءت لقاءات سموه بقادة الدول واضحة ومباشرة، وقوية تعكس مدى اهتمام الدول بمصالحها الاستراتيجية مع بلادنا السعودية.
كما أن الرئيس بوتين صافح سمو ولي العهد في قمة الأرجنتين، وحرص على لقاء سموه في هذه القمة، وخرج باتفاق نفطي أغاظ إيران وبعض الدول، فمشاركة سموه في قمة العشرين، هي امتداد لرؤية المملكة 2030م، وسموه دائم التركيز على المستقبل، وعلى التحولات الاقتصادية ورفعة وتنمية المملكة ومواطنيها، لا بل تتجاوز حدود الرؤية لتشمل دول الخليج، والمنطقة بعيدا عن الجمود الايديولوجي.
وحضور سموه القمة لم يكن حضورا سياسيا فقط، وإنما كان حضورا له أبعاده، وغاياته الرئيسة والمهمة، فقد كانت رسالة حضور سموه بأن المملكة تبحث عن مصالحها ومستقبلها، ولا يزعجها المهاترات الدارجة في المنطقة، والتي ترغب بتأخيرنا، وحرف مسارات التنمية لدينا بالتركيز على قضايا ثانوية، والعمل على تكبيرها ظنا منهم، واعتقادا بأنها كفيلة بتراجعنا عن استراتيجياتنا والدوران في فلكهم، وبما يخدم مصالحهم.
واتسمت القمة بالودية في ظل توتر العلاقات الاقتصادية الأمريكية والصينية، وخطر التحديات الإيرانية لحرية تدفق النفط، ومن أهم القضايا التي نوقشت سلامة النظام المالي، والاقتصادي وإصلاح منظومة التجارة الدولية، والتجارة الإلكترونية، والاقتصاد الرقمي، والتمويل المستدام للدول النامية، والبيئة والطاقة، وتغيرات المناخ، وتوظيف الشباب والشابات، وتمكين المرأة، وهناك إشادة كبيرة على مستوى العالم بما حققته المملكة في ملف تمكين المرأة.
ومثلت زيارة سمو ولي العهد إلى كوريا الجنوبية فرصة ثمينة لتحقيق قيمة مضافة، وتنمية اقتصادية للبلدين، حيث تتمتع المملكة وجمهورية كوريا الجنوبية بعلاقات قوية، وشراكة استراتيجية، فهي زيارة تعكس اهتمام سمو ولي العهد بالتنمية الحقيقية لبلادنا، ولهذا اشتملت لقاءاته، ومقابلاته بالمسؤولين في الشركات الكورية، ومناقشة إمكانية الشراكة الاستثمارية معهم. فحجم التبادل التجاري بين المملكة، وكوريا الجنوبية قد سجل نمواً بنسبة 21 في المئة خلال عام 2018م مقارنة بعام 2017م، ويقدر النمو بنحو30 مليار دولار، وجاء هذا الارتفاع مدعوماً بنمو الصادرات غير النفطية بنسبة 60 في المئة وهذا مؤشر إيجابي يواكب نجاح أهداف الرؤية المملكة 2030م، حيث بلغت الاستثمارات الكورية في المملكة أكثر من 117 استثماراً.
هذه هي السعودية العظمى، وقيادتها التي لا يرف لها جفن، ولا تتأثر بصراخ الآخرين، ومحاولاتهم الرامية للتأثير على مسارات تنميتها المستقبلية، فحضور سمو ولي العهد الأمين الفاعل، والمؤثر في قمة العشرين جاء نتيجة قوة المملكة ومصداقيتها، وعلاقاتها الحيوية مع قادة دول العالم، مما جعلها قوة اقتصادية، ومالية ضاربة، وبيئة استثمارية جاذبة، وركن رئيس في الأمن الإقليمي والدولي، وصوتا للحكمة والعقل، والعدل والتسامح.