د.شريف بن محمد الأتربي
من أراد أن يتعلم فن القيادة وكيف تجعل من دولتك محط أنظار العالم عليك أن تنظر إلى ما يفعله سمو ولي العهد يحفظه الله فقد استطاع أن يجعل من قمة الـ 20G قمة للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين؛ ولم لا وقد اصطف جميع الحضور ترحيبًا به بينما وقف أبطال الحناجر يبحثون عن نظرة أو همسة من القادة الذين أبوا أن ينظروا حتى إليهم.
من أراد القيادة عليه أن يحارب في الميدان كما يفعل ابن سلمان لا على المسارح ومنابر الكلمات لقد كانت هذه القمة حدًا فاصلاً لكثير من الزعامات الوهمية التي ستختفي عاجلاً أم أجلاً نتيجة لفظ العالم وشعوبهم لهم، فهذه الزعامات مصنوعة من فقاعات هوائية وبغرض معين، وممولة لغرض ما، وجُمع الأتباع لها بغرض النيل من المملكة في أي محفل من المحافل، ولكن هيهات هيهات أن تكون في الواقع لها أي دور يذكر وكلنا شاهد ورأى كيف أنصت الجميع حين تحدث ابن سلمان وكيف لووا رؤوسهم لغيره.
ولعل ما حاولت فعله قوى الشر برعاية قناة الخبيثة من تداولها لتقرير المسيسة أغنس كالامارد، المقررة الخاصة ليس للأمم المتحدة ولكن لقوى الشر المتحدة والتي هبت ريحها فجأة بتقرير يحمل في طياته السم والعسل؛ لقد أرادت هذه المجهولة إعادة قصة المغفور له بإذن الله جمال خاشقجي للنور مرة أخرى وكأنها حدثت بالأمس متناسية أن القضية برمتها أصبحت في يد القضاء السعودي العادل وتحت أنظار العالم؛ ولكن وكعادة المملكة العربية السعودية لا تنحني أبدا أمام أي ابتزاز مهما كان نوعه فقد لفظ العالم أجمعه تقرير هذه المجهولة ورفض جميعهم كل ما جاء فيه جملة وتفصيلاً ثقة في حكومة المملكة العربية السعودية التي تتولى بنفسها القصاص للمرحوم بإذن الله جمال خاشقجي من كل لُوثت يداه بدمه.
إن الوجود في قمة الـ20 والظهور كأيقونة لها وللمستقبل بأكمله أزعج الكثيرين ممن يطلقون على أنفسهم زعماء والزعامة منهم براء فقد اتجهت قبلة العالم كله نحو سمو ولي العهد يحفظه الله والذي لخص في كلمته أمام المؤتمر كل مشكلات العالم وقدم حلولاً لها حيث ركز على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الدوليين في ضوء ما يواجهه العالم اليوم من تحديات متداخلة ومعقدة، وقدم آلية لتحقيق ذلك تعتمد على قدرة قادة العالم الحاضرين للمؤتمر في ترسيخ مبدأ الحوار الموسع والاستناد إلى نظام دولي قائم على مبادئ ومصالح مشتركة، كما أبان سموه أن تعزيز الثقة في نظام تجاري متعدد الأطراف لا بد أن يعتمد جوهريًا على إصلاح منظمة التجارة العالمية وتحت مظلتها.
وقد تناول سموه يحفظه الله قضية من أهم القضايا العالمية في الوقت الحالي وهي القضايا الضريبية للاقتصاد الرقمي والذي أكد يحفظه الله بضرورة معالجتها وأهمية السعي والعمل معًا للوصول إلى توافق بشأنها في عام 2020.
وختم سموه كلمته بأن على العالم أن يسعى جاهدًا للوصول إلى الشمولية والعدالة لتحقيق أكبر عدل من الرخاء. وأن تمكين المرأة والشباب سيظلان محورين أساسيين لتحقيق النمو المستدام وكذلك تشجيع رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وأشار إلى أنه لضمان الاستدامة سيكون موضوع التغيير المناخي والسعي لإيجاد حلول عملية ومجدية لخفض الانبعاثات من جميع مصادرها وتخفيف آثارها السلبية على كوكب الأرض وضمان التوازن البيئي العالي سيكون ضمن موضوعات قمة مجموعة 20G خلال المؤتمر المنعقد برئاسة المملكة العربية السعودية وعلى أرضها في ديسمبر 2019.
حفظك الله سيدي سيد قائد هذا العالم وكبيرهم بالفعل وليس بالقول.