محمد المنيف
مع أنه لم يكن يحبذ أن يذكر اسمه وأن ينسب الدعم لشركة دهانات الجزيرة، إلا أننا اليوم نستميحه عذراً من أجل التاريخ وحقه في خدمة الوطن في كثير من المناسبات والفعاليات الثقافية وقبلها الأعمال الخيرية، ذلك هو رجل الأعمال محمد بن عبدالله بن ناصر الرميح رئيس مجلس إدارة شركة دهانات الجزيرة.. الذي أسهم بشكل كبير في دعم ملتقيين لجمعية التشكيليين (فترة إدارة كاتب السطور للجمعية) تجاوزت الأربع مائة وخمسين ألف ريال، منح بها جوائز تألق بها الفائزون والفائزات بقيمتها المادية قبل المعنوية.. أقيم أحدها في مركز الحوار الوطني بحضور غير معتاد في مثل هذه المعارض، تجاوز الثلاثمائة من الجنسين من فنانين وفنانات ورجال أعمال ومثقفين وإعلاميين، دعم لم يتكرر على مدى عمر الجمعية البالغ اثني عشر عاماً بهذا الحجم المادي والحضور إضافة إلى هبة منحها للجمعية كانت منقذة لإحدى حالات الجمعية التي تعاني فيها من انعدام الميزانية واعتمادها على دعم رجال الأعمال والمؤسسات النادرة مع أهميتها كون الجمعية من جمعيات النفع العام.
لقد قدمت الشركة ممثلة في الأستاذ محمد الرميح أيضاً رعاية للعديد من الفعاليات الثقافية والفنية في مختلف مناطق المملكة كان للفنون التشكيلية نصيب الأسد. أما الجانب الذي قد يجهله الكثير فهو في اهتمامه الشخصي بالأعمال الفنية تحول بها منزله العامر إلى متحف لمختلف الإبداعات من لوحات ومنحوتات وأعمال تراثية جمعها من العديد من الدول على مستوى العالم ومن فنون المملكة مع حرصه على فنون الوطن وفنانيه.
لقد جاء اهتمام هذا النموذج الوطني المشرف في وقت ومرحلة هامة من مراحل تشكل جمعية التشكيليين ومشجعاً ومحفزة على العطاء، أحدث ذلك الدعم حراكاً ونشاطاً منقطع النظير خصوصاً في الملتقيين بما تضمنه كل منهما من محاضرات وندوات وورش عمل شارك بها نخب من الفنانين بالرسم المباشر والمحاضرات والندوات التي أثرت الملتقيات كما يعد هذا الدعم أنموذج لرجال الوطن المخلصين الذين يمتلكون القناعة بأهمية دعم الجمعيات المجتمعية غير الربحية خدمة للموهوبين من أبناء الوطن.. العنوان الحضاري الذي تتسابق عليه الدول المتحضرة. وتنشئ بدعمها المتاحف وترعى الفعاليات الشبابية.