سعد الدوسري
ما يميز تجارب الدول المتقدمة في مجال الخدمات، هو وجود وفعالية مؤشرات قياس الأداء ثم وجود وفعالية آليات مراقبة الأداء. لا يمكن لأي خدمة أن تتحقق وأن تطور، إذا كان مقدمها لا يهتم إلا بنشر الأخبار عن بدء تطبيقها، أما ما بعد ذلك، فليس مهماً على الإطلاق. أكثر ما يهم هذا النمط من المسؤولين هو أن تتحدث الأخبار عن خدمات قطاعاتهم، وأن يطلع المسؤول الأكبر على ما ينشره الإعلام من مديح مجاني لهم! أما أن تسجّل تجربة التنمية الوطنية أسماءهم بإيجابية، فهذا آخر همومهم واهتماماتهم.
إنَّ أكبر ما يواجه المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة «أداء»، هو هذا النمط من المسؤولين، لأنهم بارعون في جعل خدماتهم تبدو براقة ولامعة، وكأنها تخدم المواطن والمقيم بفعالية. هم أيضاً مبدعون في إعداد الاستبانات والاستفتاءات عن رضا الجمهور، وربما يتم ضخ المتعاونين مع العلاقات العامة، ليمتدحوهم ويثنوا على خدماتهم.