فهد بن جليد
الشفافية التي تحدث بها وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أثناء تصريحه بوجود «أئمة ومؤذنين» من بين المتورّطين في سرقة خطوط الكهرباء والمياه من المساجد، «شفافية وصراحة» تستحق التقدير لمعالي الوزير الذي يتعامل مع الجمهور «كشريك حقيقي» لإنجاح أعمال ومهام الوزارة وأدوارها المطلوبة، فالوزير كان بإمكانه الاكتفاء فقط بالحديث عن سرقات «ماء وكهرباء المساجد» من بعض المحال التجارية والمزارع والمساكن، والتعامل مع مخالفات وتجاوزات الأئمة والمؤذنين بقرارات داخلية بعيداً عن « الجمهور» ولكنَّه فضَّل وضع «جماعة المسجد والمُجتمع بأكمله» أمام حقيقة وجود «ضعاف نفوس» من كافة الشرائح يجب مواجهتهم بالنظام والقانون، وأنَّه لا يوجد أحد له حرية التصرّف أو استغلال المساجد وإمكاناتها «دون مساءلة» وهو ما يجب أن يفهمه الجميع ويُقابلوا هذه الشفافية «بالمسؤولية والتفاعل»، وكأنَّه يفتح الطريق أمام التواصل مع الوزارة حول أي تصرّف يُشتبه فيه أو اجتهاد في «غير محله» حتى لو كان من بعض «الأئمة والمؤذنين»، وهي المسؤولية التي كان البعض يتردد فيها على اعتبار أنَّ صلاحية الإمام أو المؤذن مُطلقة في المسجد أو الجامع.
هذه الصراحة والشفافية التي اتخذها وارتضاها الوزير-وفق ما تعيشه بلادنا من انفتاح وتطور وحزم- لا يجب أن تؤثِّر في ثقتنا في عموم «الأئمة والمؤذنين» وفَّقهم الله، ولكنَّها توعينا أكثر لنكون يقظين طوال الوقت لكل ما يخص بيوت الله وما يقدَّم فيها، ومتفاعلين مع وزارة الشؤون الإسلامية حتى تظهر مساجدنا وجوامعنا بالصورة المطلوبة، وتقوم بالدور الحقيقي المنتظر منها لخدمة المصلين وجماعة المسجد، بمواجهة أي تقصير أو خلل أو انحراف فكري أو سوء تصرّف أو حتى اجتهاد غير مطلوب وغير مبرَّر، فالمساءلة لن تقف عند سرقة «الكهرباء والماء» فقط، بل بمواجهة كل من يُحاول سرقة وسلب «عقول وفكر» الناس أيضاً.
وزارة الشؤون الإسلامية تبدو اليوم أكثر تفاعلاً مع الجمهور وتقبلاً للأفكار والمُقترحات والمُلاحظات عبر منصاتها وقنواتها الإلكترونية، ووجود «الوزير الموفَّق» الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ على رأس الهرم فيها، يجعلنا «متفائلين ومطمئنين» بأنَّها ستشهد نقلة نوعية وقفزات في خدماتها ودورها التنظيمي والرقابي بالشفافية والوضوح والصرامة المطلوبة، فهي اليوم أكثر «رشاقةً وسرعةً» في التفاعل وتقبّل الأفكار واتخاذ الخطوات التطويرية والتصحيحية لكل ما فيه خير المجتمع دون مُجاملة أو تخوّف أو مُحاباة لأحد، وفق «سماحة الدين» و»مصلحة الوطن».
وعلى دروب الخير نلتقي.