خالد الربيعان
في تلك الأيام، لا فرق الآن بين أي نادٍ بالعالم وبين الشركات التجارية التي تقوم أرباحها علي الإعلانات والشراكات بينها وبين شركات أخرى عملاقة وإن اختلفت مجالاتها!
فما الفرق بين بنك من البنوك يتعاقد مع شركة مثل أودي للسيارات علي سبيل المثال، بعقد شراكة لمدة معينة من السنوات، يقوم البنك بالإعلان عن الشركة في ملصقاته وحملاته الإعلانية، ويقوم بتسهيل القروض لشراء سيارات تلك الشركة دون غيرها، مقابل أن تدفع الشركة مقابلاً ماديًا ربحيًا كبيرًا للبنك.. ويستفيد الطرفان!
الأندية الأوروبية الرياضية الكبيرة الآن لا فرق بينها وبين تلك البنوك التي استعرضنا مثالاً لها للتو، والدليل بسيط فبضغطة زر يمكنك الدخول للموقع الإلكتروني لنادٍ كبير كبرشلونة وستجد أن أحد رعاته وشركائه هي أودي مثلاً للسيارات! إحدى الشركات المتعاقدة مع النادي مستغلة اسمه التجاري وشعاره من بين شركات أخرى عالمية منها نايكي وكونامي وجيليت وبيكو!
أصبح النشاط الكروي الآن على الهامش بالنسبة لتلك الأندية! لأنه يسير بالشكل الصحيح منذ زمن!، وكأنه طائرة تطير بالطيار الآلي!، بينما مالكها يوجهها كيف تشاء لاصطياد الأرباح!
منظومة لاعبين كبار، صفقات سوبر، أكاديمية تم تأسيسها منذ أكثر من 30 سنة، وتدريب من مدير فني محترم، ليجدوا البطولات في الطريق بشكل أوتوماتيكي! وما تفعله الآن إدارات الأندية الكبري أصبح الاهتمام بالمنظومة التسويقية والتجارية لاستغلال اسم النادي وعلامته التجارية وحصد الأموال من وراء ذلك!\
في السنوات السابقة انتشرت إعلانات شهيرة لشركات طيران مشهورة، تم استخدام جميع اللاعبين المشهورين لجذب الجميع لهذه الشركة، ووقتها اندهش متابعو هذه الأندية!.
الجدير بالذكر أنه قبل ذلك الراعي لم يكن اسم برشلونة التجاري مستغلاً بالشكل الصحيح!، كان قميص برشلونة يحمل اسم المؤسسة الخيرية العالمية «اليونيسيف» فتم الاستغناء عن الجانب الخيري كراع رئيس والاتجاه نحو استغلال اسم النادي التجاري هو ما حدث بعد ذلك عندما أزالت إدارة النادي اسم المؤسسة غير المربح وجعلته خلف القميص! ثم تتعاقد مؤسسة تابعة لدولة ومن ثم الشركة اليابانية راكوتين لوضع اسمها على قميص النادي في الصدر لتكون راعيًا رسميًا له بمقابل مادي ضخم لمدة خمسة سنوات.
التعاقد راكوتين الراعي الجديد بمقابل 235 مليون دولار في أربع سنوات.. أي ضعف العقد السابق تقريبًا في القيمة.. ثم تدور العجلة للأمام دائمًا.. مداخيل كبيرة.. لاعبي سوبر ستار.. أداء جميل.. بطولات وانتشار أكثر.. ثم مداخيل أكبر.. وهكذا.. هي رسالة للأندية الكبيرة.. اسم النادي يساوي ثروة.. فابحثوا عنه!
الاسم يكلف ثروة!
نتيجة لهذا السم الكبير.. فإنك تدفع ثروة لمجرد انتسابك له.. في أكاديمية لاماسيا التي تعد أكبر وأفضل مدرسة لكرة القدم في العالم.. ليكون ولدك فيها فأنت بحاجة لمعجزة مشابهة لمعجزة ميسي الذي ذهب وراءه النادي بدلاً من العكس! وإلا فعليك أن تتكلف 5 ملايين دولار لتدخل ولدك فيها.. هذا أيضًا إذا حاز على القبول بأن يكون عنده بعض الموهبة وأساسيات كرة القدم واللياقة البدنية!