فوزية الجار الله
(صيف ممتع..
صيف رائع.. كنت في أبهج حالاتي!)
تلك الكلمات الجميلة كانت عتبة البداية للدخول إلى أحداث القصة التي حدثتكم عنها في الأسبوع الماضي، والتي لم تكن مدهشة مثلما هو مطلعها، كاتب القصة الإيطالي هو البرتومورافيا الكاتب الإيطالي الشهير، ولد في عام 1907م في روما وتوفي عام 1990م وقد قضى معظم فترة حياته في روما، تُرجمت معظم أعماله إلى عدة لغات عالمية كما تم تحويل عدد منها إلى أفلام سينمائية..
قرأت له القصة سالفة الذكر والتي كانت بعنوان «أقصى الصعيد» ضمن مجموعة قصصية قام بترجمتها «نهاد محرم» أما الناشر فهو «مكتبة مدبولي» والطبعة الأولى كانت عام 1986م، لم يتضمن الكتاب تعريفاً بالمترجم وقد حاولت البحث عنه عبر الإنترنت لكن للأسف لم أجد ما يرشدني إليه، إذ إن اسم نهاد يمكن أن يطلق على أحد الجنسين سيان كان ذلك الشخص رجلاً أو امرأة، إذاً ربما لا يكون المترجم لهذا العمل مترجماً محترفاً مختصاً بالأدب والثقافة فيما يبدو.. القصة كانت رديئة كما أسلفت، لكن ثمة أعمالاً شهيرة لأبرتومورافيا يأتي في مقدمتها رواية «السأم» وقد نالت جائزة (فياريجيو) الإيطالية، الرواية هي حكاية لرسام شعر يوماً بالملل الشديد من ذلك الفن الذي يمارسه، بل إنه أصيب بالملل من الحياة بأكملها، يصف أسرته بأنها من الطبقة الثرية ذلك لأن والدته غنية تملك الكثير من المال، تهمها المظاهر والشكليات في سلوكياتها كافة، كل ذلك يمثل شيئاً من أسباب شعوره بالسأم ومن ثم يحاول من خلال عشق امرأة أن يعقد صلةً جديدةً بالواقع، إلا أنه يصاب بخيبة أمل كبيرة حيث لا يجد في نهاية الأمر ما كان يحلم به، تتضمن الرواية الكثير من العبارات الجميلة والكثير من الرؤية الفلسفية والتحليلية لسلوكيات الإنسان في علاقاته الخاصة والحميمة، أتذكر أنه سبق لي قراءة الرواية منذ زمن بعيد وقد غاب عن ذاكرتي الكثير من تفاصيلها، لذا فقد عدت إلى قراءتها مجدداً (إن الحياة في الحقيقة، ليست إلا تغيير دائمٌ للوضع، كما يحدث للمرء حين يكون في سرير غير مريح، فلا يتمكن من النوم طويلاً على الجانب نفسه، ولكن إذا نظرت إلى سريري ووجدت أنه لا شرشف له ولا غطاء، وأن الفراش كان مطوياً كما هو الحال في الغرف غير المسكونة، أدركت فجأة أن ثبات الأشياء وثباتي أنا لم يكونا على تلك الحال من الإيجابية التي ظننتها في السابق)..
(لقد كانت توحي دائماً بالشعور بأنها غير قادرة على قول الحقيقة أكثر مما توحي بأنها لا تقول الحقيقة وأنها تكذب) هذا شيء يسير مما ورد في الرواية المذكورة وهي رواية مميزة ما زالت خالدة رغم صدورها منذ زمن ليس بالقصير.