عبدالله العمري
بعث تزكية ياسر المسحل لمنصب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم لمدة أربعة مواسم مقبلة الكثير من الأمل والتفاؤل داخل الوسط الرياضي بأن يعيد ترتيب العمل داخل هذا الاتحاد المليء بالأخطاء والتخبط داخل لجانه التي بسبب تناقض وتباين قراراتها زاد الاحتقان داخل الشارع الرياضي لدينا.
فياسر المسحل أحد الشخصيات الرياضية التي تحظى بقبول كبير داخل وسطنا الرياضي الذي من النادر جداً أن يتفق الجميع فيه على شخص معين لأسباب عديدة. وأكاد أجزم لو أن انتخابات مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم التي أقيمت مؤخراً كان فيها تنافس بين أكثر من شخصية لذهبت أصوات أعضاء الجمعية العمومية نحو ترشيح ياسر المسحل لرئاسة الاتحاد وسيفوز بالمنصب بالأصوات لا بالتزكية بسبب ما يملكه من خبرة كبيرة فتقلده للعديد من المناصب الرياضية المحلية والقارية والدولية جعلته واحداً من أكثر الشخصيات خبرة.
الجميع يعلم بأن المهمة لن تكون بالسهلة على المسحل فالتركة ثقيلة جداً داخل هذا الاتحاد على كافة الأصعدة فالملفات التي تحتاج لإعادة ترتيب كثيرة.. وأعتقد أن ملف المنتخبات السعودية يعد هو الأهم والأبرز.. وحديث المسحل في حملته الانتخابية عن وضع منتخباتنا الصعب والمزري يؤكد أن لديه إلماماً كبيراً ومعرفة بهذه المشكلة.
الشارع الرياضي يعرف جيداً بأن المسحل لا يملك عصى موسى، والتي من خلالها سيعالج وضع رياضتنا، بل ما يريده الجميع هو أن يكون العدل والمساواة حاضراً على جميع الأندية دون استثناء، وذلك من خلال تطبيق الأنظمة واللوائح عليها دون تميز نادٍ عن آخر، ربما يكون الوضع في البداية صعباً خصوصاً على بعض الأندية التي اعتادت الحصول على بعض الاستثناءات في بعض القرارات في المواسم السابقة.. والشواهد على ذلك كثيرة والجميع يعرفها جيداً، فمن أبرز المشاكل في دورينا هي أن اللوائح والأنظمة موجودة لكنها لا تطبق على الجميع خوفاً من ردة فعل الأندية ذات النفوذ الإعلامي والجماهيري.
الاتحاد السعودي الجديد يضم العديد من الأعضاء المميزين والقادرين على تحقيق النجاح -بإذن الله- وهذا النجاح لن يتحقق على أرض الواقع إذا لم يكن رئيس الاتحاد قوياً وقادراً على تغيير المعادلة السائدة في وسطنا، وهي أن الأندية السعودية أقوى بكثير من الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولعل امتناع العديد من إدارات الأندية عن انضمام بعض لاعبيها إلى معسكر منتخبنا الشاب قبل كأس العالم للشباب 2019 التي أقيمت في كندا مؤخراً يؤكد هذه المقولة السائدة في وسطنا الرياضي.
ياسر المسحل تأكد أن الجميع سيقف معك، وبكل قوة في أيّ قرارات تصحيحية تتخذها لتعديل وضع رياضتنا المائل وأن العدل بين الجميع سيعزز كثيراً من نجاحك في رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم.. أما التناقض في القرارات والتردد والتخوف من اتخاذها فسيجعل الجميع يشعر بضعفك، وسينعكس بالسلب على اتحادك، وسيزيد من الوضع صعوبةً.