فهد بن جليد
الـG20 تضرب موعداً جديداً لها في الرياض العاصمة السعودية، هي «المرة الأولى» التي يجتمع فيها عصب أكبر عشرين اقتصاد عالمي في منطقتنا، حدث كبير وفريد تستطيع السعودية -العضو العربي الوحيد في المجموعة- أن تنظمه بكل اقتدار وإتقان ونجاح، عطفاً على ما تملكه من رصيد كبير من المؤتمرات والندوات والقمم والاجتماعات الإقليمية والعالمية، إضافة لاعتراف العالم بقدرات المملكة المُتقدمة في إدارة الحشود سنوياً في مواسم الحج والعمرة، ما يعطي طمأنينة أكبر ومؤشراً بأنَّ الدورة «الخامسة عشرة» المُقبلة ستكون ناجحة ومختلفة بإدارة السعوديين لعدة أسباب، فإن لم تتفوق على «القمم السابقة» فلن تقل عنها بكل تأكيد، ولعلَّ من «محاسن الصدف» أن تستضيف بلادنا «قمة العشرين» في تاريخ مميز أيضاً في عام «عشرين عشرين» وفي أيام 21 و 22 لتبقى ذكرى جميلة وتاريخية.
الأمير محمد بن سلمان عندما رحب بقادة العالم «الأقوياء» في الرياض أكَّد أنَّ السعودية عازمة على «مواصلة العمل لتحقيق التقدم المنشود في جدول أعمال المجموعة والعمل مع الدول الأعضاء وخاصة أعضاء الترويكا دولتي اليابان وإيطاليا، لمُناقشة القضايا المُلحة في القرن الواحد والعشرين ولتعزيز الابتكار والحفاظ على الأرض ورفاه الإنسان»، سمو ولي العهد قال هذا الكلام وهو يُراهن على قدرة السعوديين «بعزمهم وعزيمتهم» على إنجاح أعمال القمة وتنظيمها بالشكل المُشرِّف، ليُظهروا للعالم من جديد «وجه السعودية المُشرق» وما تعيشه من تقدم وتطور وتحول وهي تُسابق الزمن «نحو المُستقبل» برؤية وطنية، ومنهج عمل بات «عقداً» يلتزم به كل السعوديين وهم ينظرون بطموحهم إلى «عنان السماء».
القمم الاقتصادية عادة لا مُجاملة ولا مُحابة فيها من دول العالم، فهي لغة الأرقام والمصالح الخالصة والمُباشرة، بعكس القمم السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية التي يُمكن أن تغلبها الدبلوماسية وتغلفها المواقف غير الثابتة والمُجاملة أحياناً، لذا تتجه «المجموعة الأقوى» اقتصادياً في العالم إلى السعودية «العام المُقبل» وهي تعلم بقدرات هذا البلد وإمكانياته وتأثيره الكبير، وتؤمن «بإنسانه» العربي المُسلم القادر بطموحه وتطوره على إنجاح هذا التجمع، وقبل هذا كُلِّه لاعتراف العالم بمكانة «قيادة المملكة» وانسجامها معه، لا سيما وبلادنا تحظى بالقبول الكبير «كعضو مؤسس» للمجموعة، وكدولة لها ثقلها «الديني والسياسي والاقتصادي» تحت ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، لذا نحن مؤمنين وموقنين بأنَّنا على موعد مع استثمار هذا «الحدث العالمي» وفصوله واجتماعاته التي تسبق موعد القمة المُحدَّد، بالشكل المُشرِّف لينعكس «إيجاباً» على صورة «السعودية الجديدة» عالمياً، لتنسجم وتتوافق هذه الصورة مع الحضور المُبهر والمُشرِّف «لسمو ولي العهد» الذي سرق أنظار العالم في «القمم السابقة» في انتظار قدومهم إلى بلاده.
وعلى دروب الخير نلتقي.