د.عبدالعزيز الجار الله
نجحت المملكة في الاستفادة من قمة دول العشرين G20، وهو لقاء يجمع الدول الصناعة والدول الناشئة والإنتاج، استطاع الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- والسياسة السعودية أن تستثمر هذا التجمع الدولي بإسماع صوتنا السعودي والعربي والإسلامي للعالم، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تفوق في تحريك الملف السياسي والاقتصادي والاستثماري والإعلامي والعلاقات العامة الدولية في هذا الاجتماع العالمي.
لقاء قمة العشرين G20 هو تفاهمات واتفاقات وحوار سياسي يجيدها الأمير محمد بن سلمان الذي ينتمي للنهج السياسي الجديد الذي يقوم على ما لم يتحقق بالسياسة يتحقق بالاقتصاد والاستثمار السريع، والاختراقات التي تعجز عنها الدبلوماسية تنجزها الأدوات الإعلامية والعلاقات العامة.
مجموعة الثماني أو مجموعة الدول الصناعية الثماني السابق كان يمثل التجمع السياسي والعسكري، قامت عليه مجموعة العشرين عام 1999م من أجل توسيع دائرته ليكون ممثلاً حقيقياً لعالم اليوم عبر ضم الدول الناشئة والمنتجة والتمثيل السكاني والجغرافي والفكري.. والمملكة تمثل الاقتصاد والبعد الديني للعالم الإسلامي والبعد العربي الجغرافي، لذا تحولت المملكة إلى محور للاتصال الدولي وعنصر فاعل بالقمة.
العالم يتحرك سياسياً واقتصادياً واستثمارياً وإعلامياً.. والسعودية تملك هذه الأدوات نجحت في تحريكها في كل اللقاءات السابقة وأصبحت لها رؤية وإستراتيجية وتوجهات شفافة، شجعت الدول على التعامل معها فعقدت معنا الاتفاقات والعقود ومذكرات التفاهم وبناء الثقة بين الدول.. فالاستثمارات السريعة أصبحت هي السمة بين الدول من خلال القوة المالية والنفطية والغاز، فالمملكة جعلت من نفسها الشريك الأقوى لهذه الدول ومحركاً فاعلاً للعديد من الملفات، وهي بالمقابل مسؤولية تجعلنا أمام تحدٍّ صعب من الإنجازات التي لابد من تحقيقها استعداداً إلى اللقاء المقبل لقادة قمة العشرين بالرياض.