غَلُظَ السِّتارُ بإفْكِهمْ فانزاحا
فبدا دجىً ما يزعمون صباحا
وترنَّحتْ آمالُهمْ فتلوَّنوا
ليروا هزيمتَهمْ – ونى- أرباحا
راموا البقاءَ بشوكةٍ لكنَّهمْ
فشلوا فراموا للبقاءِ طلاحا
أعْمَتَهمُ الدُّنيا فشاءوا مَسْلَكاً
صعباً فأضحى للرِّياحِ رياحا
همْ مَنْ مشوا ليلاً خطيراً فانتهوا
جُرْماً شنيعاً ويلهمْ ونُواحا
وهُمُ بنوا الأوهامَ بيتاً أهلُهُ
متشرِّدون ويزعمون فلاحا
فإذا فلاحُهمُ جرائمُ عابثٍ
وبدا ضلالُهمُ المبينُ جراحا
من مدَّةٍ والصَّبرُ يرصدُ حالماً
آرابَهمْ حتَّى المخبَّأُ فاحا
فغدا بقبْضَتِه المكينةِ من غدا
وارتاعَ منها من أدانَ فباحا
لكنَّ سمَّهَمُ المشَوِّهَ لمْ يزلْ
متفِّرعاً ولمن يعقُّ مُتاحا
لا بدَّ من طبٍّ سليمٍ دائبٍ
لم يبقِ جُرْحاً سمّموه فقاحا
وعيونُ صدقٍ إنْ يجدْ خبثاً يكنْ
- ما يُخزِ منهمْ ناكثاً- فضَّاحا
مرَّتْ مآسٍ ليس تُنسى هلْ دروا
أنْ أزهقوا بجنوحِهم أرواحا؟
كم أبرياءِ منهمُ قد رُوِّعُوا
وتحوَّلتْ كمْ فرحةٍ أتراحا!!؟؟
حتَّى المساجدُ في الصلاةِ تعمدَّوا
لهلاكِ عبدٍ للعبادةِ راحا!
ما استخلفَ اللهُ الأنامَ ليِهْلِكُوا
بعضاً وينفوا هادياً وضَّاحا
بل شاءهمْ لعمارةٍ وعدالةٍ
وشرائعٍ عادى بها وأباحا
تسمو الحياةُ بخيرِ هديٍ، إنْ نأتْ
عن نهْجِهِ تُسقِ الأسى أقداحا
ويخِرُّ قاعاُ من رنا لسيادةٍ
لم يتخذْ نهجَ السَّواءِ وِشاحا
لِمَ يمرقون ودينُ ربي مُفحِمٌ
من حاد عنه ويرشدُ المُنزاحا؟
لِمَ يخرجون من الولايةِ ناكثي
عَهْدٍ لِعرْشٍ مُذْ تآمرَ طاحا؟
إنْ يرجعوا لله توباً ناصحاً
فالعودُ أحمدُ للمريدِ نجاحا
وعليهمُ أنْ يدأبوا لصلاح مَنْ
فسدوا.. عليهمْ من نأى وانْجَاحا
أمَّا إذا رجعوا لينجوا تقيةً
فلسوفُ ينكشفُ الأثيمُ مُجَاحا
مادامَ سعيُ منافقٍ مهما يكنْ
يسعَ الدنوُّ- لو اختفى- فضَّاحا
ربي رجوتكَ أنْ يعود ملازمٌ
سُبَلَ الضَّياعِ بمنْ غوى نصَّاحا
وتدومَ عزَّةُ دولةٍ شاءتْ هدى
ربِّ الورى كي لا تهونَ سلاحا
** **
- منصور دماس
ammasmm@gmail.com