د. أحمد الفراج
ربما أني أكثر من كتب عن الرئيس ترمب، ويعتقد بعض الأعزاء أنك عندما تكتب بإيجابية عن زعيم سياسي بعينه، فإنك معجب بهذا الزعيم، وعندما تكتب بشكل سلبي، فإنك تكرهه، وهذا أمر مجاف للحقيقة، وسبق أن وضحت مرارًا بأن المعلق يحلّل الأحداث كما هي، وبالتالي يكون التعليق سلبيًا أو إيجابيًا، حسب الحدث، وحسب ردة فعل هذا الزعيم أو ذاك، ومن يتابع ما أكتب، يعلم أنني انتقدت سياسات الرئيس أوباما في الشرق الأوسط، وانحيازه لإيران، لكنني دومًا كنت أؤكد على أنه زعيم يتميز بالفصاحة، وهادئ الطباع، ومتّزن للغاية، ويحسب له أنه كان، وفي أوج تردّي العلاقات مع المملكة، يؤكد على أهميتها، وأهمية العلاقات معها، كما أنه غيّر السياسة الأمريكية تجاه كوبا، على سبيل المثال، وهو ذاته يعترف بأنه رئيس سلام، لا يرغب في حل القضايا عن طريق الخشونة، بل عن طريق الحوار!.
الرئيس ترمب، وبعد عامين ونيف في البيت الأبيض، تحدث بخشونة، وعيّر أوباما بالضعف، وكتبنا عن ذلك وأشدنا به، لكن إيران وضعته أمام اختبار حقيقي، عندما شغّلت أذرعتها لزعزعة الأمن والاستقرار في أهم منطقة حيوية، ثم عندما رأت تردّد ترمب، وهو التردّد الذي طالما عير أوباما به، تجرأت وأسقطت طائرة تجسس أمريكية غالية الثمن، وكان الجميع يعتقد أنه سيضرب أهداف محدّدة في إيران، أو أذرعتها في المنطقة، مثل الحشد الشعبي أو حزب الله أو الحوثي، ثم تفاجأ الجميع بأنه لم يفعل شيئًا، رغم تفهمنا لموقفه الحرج، قبل الاستحقاق الرئاسي القادم، وما زلت أؤكد على أن أوباما الضعيف!، لم يكن ليقف مكتوف الأيدي، أمام جرأة إيران العجيبة وتحديها لأمريكا بهذا الشكل الصارخ، فترمب حاول إيجاد الأعذار لإيران، ثم تودّد لها، وهذا ربما يعني أنه يريد أن يتعامل معها، كما تعامل مع صديقه الذي يحبه، زعيم كوريا الشمالية، والخلاصة هي أن ترمب صقر جمهوري، ولكن ما يهمه هو مصلحته الخاصة، وهذه المصلحة تتطلب ألا يدخل حربًا، قبل الانتخابات القادمة، وبالتالي علينا ألا نتفاجأ، فيما لو غرّد وأعلن أن علي خاميني أصبح صديقه ويحبّه أيضًا، فلننتظر تطورات الفترة القادمة!.