هالة الناصر
لا شك أن ثقافة العمل التطوعي انتشرت في السنوات الأخيرة في العديد من بلدان العالم لأسباب مختلفة، إلا أنها تظل ذات خصوصية مميزة في بلادنا، كونها ليست مجرد ثقافة تنتشر بين الأفراد، بل هي نهج في الإدارة تتبناه قيادتنا الرشيدة -حفظها الله- قولا وفعلا، وكان من نتاج هذا النهج، أن انتشر الحرص على العمل التطوعي ونشر ثقافته وجذب الشباب إليه، بين مختلف قطاعات الدولة، وجاءت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لتضطلع بالدور الأكبر في هذه الرسالة النبيلة عبر مبادراتها القيمة، والتي كان آخرها مبادرة «وحدات التطوع»، المبادرة الجديدة تسعى لتأسيس 250 وحدة تطوع من خلال عقد شراكات مع عدد من الجهات المانحة أعمالاً لرؤية المملكة 2030، بهدف إلى تمكين وتفعيل العمل التطوعي في الجهات الحكومية والقطاع غير الربحي، وغرضها الأكبر هو بناء القدرات المؤسسية الملائمة وتوحيد منهجية العمل التطوعي ونشر ثقافة التطوع النبيلة وتعزيز القيم المجتمعية السامية، وتأمل مبادرة «وحدات التطوع» في تضمين الوحدات التطوعية التواصل الفعال بين المجتمع والمنظمات المختلفة، وزيادة فرص العمل في القطاع غير الربحي، بالإضافة إلى تخفيض التكاليف المالية مع زيادة العائد الاقتصادي لتوسيع دائرة الاستفادة من نتاج العمل التطوعي، ولا يمكن أن نغفل الدور الأكبر الذي لعبته مديرة المبادرة مشاعل المبارك في نشر رسالة التطوع بشكل غير مسبوق وبأسلوب مبتكر، نتيجة تمتعها بفكر إداري تطوعي مختلف أضفى حيوية وقيمة مضافة للعمل التطوعي وجعله جاذبا لمختلف الأطراف على العديد من المستويات للمساهمة والمشاركة في هذا الفعل النبيل، وخلال فترة عملها كمدير عام لإدارة العمل التطوعي بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، استطاعت مشاعل أن تغير مفهوم العمل التطوعي وتخلق منه مزيجا استثنائيا يدمج بين أجهزة الدولة والقطاعات غير الربحية، مما زاد من نسبة الاستفادة التي تعود بالخير على المستفيدين من هذه الأعمال، الحق أن فلسفة العمل التطوعي في المملكة العربية السعودية باتت أسلوب عمل يدرس، بعدما نجحنا بدعم من تراثنا الديني والثقافي والأخلاقي النبيل وشغفنا في مساعدة الآخرين الذي تربينا عليه طوال أجيال، في جعل التطوع حالة عامة ينظر لها وكأنها الأصل في فعل كل الأنشطة المجتمعية وغيرها هو الاستثناء.