في رثاء عمي المغفور له بإذن الله الشيخ محمد بن عثمان القاضي، الذي وافته المنية مساء يوم الجمعة الموافق 1/ 7/ 1440هـ.
إلى اللهِ أشكو والتباريحُ صَاليَه
فراقَ حبيبٍ قد أضرَّ بحاليَه
تَوارى ليغفو حينَ أوفى بكيلهِ
فجالتْ بهِ من عاصفِ الدهرِ جاليَه
أحلَّ بها دَمعي وأسبلَ عَبرتي
وفجَّرَ أشجانا تَذامرُ عاليَه
بكيتُ لهُ عمي وحقَّ لهُ البُكا
وما ثُبتُ إلا هيَّجَ القلبُ تاليَه
فما كلُّ مفقودٍ تطيشُ لهُ النُّهى
ولا أنْ تُرى من فقدهِ الأرضُ خاليَه
كما الشمسُ إنْ غابتْ وأظلمَ غاسقٌ
أو التمَّ غيثٌ عن جديبٍ وباليَه
أو اصطكَّ عن أنفاسهِ الصدرُ حَابساً
أو انزاحَ عن عَطشى شَواديفُ داليَه
أجابَ نداءَ اللهِ وانقادَ رَاضياً
تُواكبهُ حُسنُ السَّجايا مُواليَه
إلى جدثٍ قد نوَّخَ المجدُ عندهُ
وضمَّ بهِ من كلِ فضلٍ أعاليَه
كأني بهِ قد ضوَّعَ المِسكُ حولهُ
وطافَ بهِ نسمٌ فأزكَى لياليَه
تُسامرهُ بالأنسِ في كلِ ليلةٍ
تراتيلُ دَعْواتِ المُحبينَ غاليَه
وتنعاهُ من وجدٍ نفوسٌ عليَّةٌ
مُناها المَعالي أنْ تُلاقي مَعاليَه
فقد كانَ سبَّارَ العلومِ فقيهَها
يوائمُ ما بين الرُّؤى لتماليَه
وقد كانَ نقَّاباً لكلِّ لطيفةٍ
ويُوفي من الآدابِ طُعْما وحاليَه
وأمَّ جُموعَ الناسِ سبعينَ حِجةٌ
يصلي بهم في فترةٍ متتاليَه
هنيئاً لهُ السَّبقُ الذي هو أهلهُ
يفوقُ به في كلِّ فنٍ أهاليَه
تضافرَ فيهِ العلمُ والفهمُ والهُدى
وأرغمَ أصحابَ الحِجَا أنْ تُواليَه
وما كانَ صَفو العيشِ إلا بقربهِ
ولا حَزِنتْ إلا بهِ النفسُ ساليَه
تعزُّ المعَاني أنْ تُوفِّي بحقهِ
وما ضرَّ بحرَ العلمِ بعضُ اختزاليَه
** **
- شعر: إبراهيم القاضي