فهد بن جليد
إذا لم نستطع أن نمنع وفاة «3 أشخاص» يوميًا بسبب حوادث إطارات السيارات فقط على الطرق التي تربط بين المدن، فإنَّ الرسالة التوعوية المرورية لدينا تحتاج إلى تفعيل أكثر وتغيير في الأسلوب والمنهجية والأفكار والوسائل للوصل «للشريحة المستهدفة» بشكل واضح ومباشر ومقنع، أتفهم تباطؤ أثر الرسائل التوعوية العامة حول السرعة والتقيد بأنظمة السير المتنوعة وقيادة المركبات، لأنَّ المسألة هنا تخضع للسلوك الشخصي، ومدى القدرة على الالتزام بالأنظمة وتطبيقها من جميع مُستخدمي الطريق، أمَّا ما يتعلق «بإقناع» أصحاب ومُلاَّك المركبات بأنَّ إهمال فحص إطارات مركباتهم «مرتين» في العام على الأقل، واختيار الأنواع الرديئة، يعني ارتفاع عدد الضحايا وتفاقم المشكلة أكثر - مهمة أسهل بكثير- من عملية التوعية الشاملة والعامة، خصوصًا بعد إعلان المركز الوطني لسلامة الطرق وكشفه أنَّ إحصاءات مرورية أوضحت «ارتفاع» عدد الضحايا المرتبطة بالإطارات في «النصف الأول» من العام الحالي 2019بنسبة 69 في المائة، فكيف سيكون الأمر والمملكة تسجل مع بداية النصف الثاني «درجات حرارة» قياسية تتطلب الاهتمام أكثر بإطارات السيارات وتغييرها إن لزم الأمر قبل السفر، حتى لا يسقط المزيد من « الضحايا والمُصابين» شهريًا.
علينا ألاَّ نركن دائمًا للرسائل المرورية العامة والشاملة التي تُعد الأسهل في صناعة الإعلام، فالتوعية بالرسائل المُتخصِّصة يحتاج جهدًا مُضاعفًا وكفاءات عالية، ليُحدث أثر أكبر، بالتركيز أكثر على مُخالفات وأخطاء مُحدَّدة والاقتراب منها لكشف أسبابها وآثارها وأهمية التقيد بالأنظمة الوقائية الخاصة بها، وهو ما يمنح الرسالة التوعوية الأهمية والخصوصية اللازمة التي تستحقها، لتؤدي -بإذن الله- لانخفاض أعداد الضحايا والمُصابين في كل مرة، ومع كل رسالة من هذا النوع.
جهود التطوير في الأسلوب والمحتوى الإعلامي التوعوي المروري مُقدَّرة ومشكور، وأحدثت بالفعل في الفترة السابقة نتائج ملموسة في تعزيز الثقافة المرورية والإيجابية بين السائقين، إضافة لدور «كاميرات ساهر» والرقابة الإلكترونية التي ضمنت الالتزام بالأنظمة المرورية بعد تطبيق الرصد والرقابة الآلية، لذا لا يمكن الاكتفاء بهذا، فالأساليب والوسائل والأفكار تتطوَّر وتتجدَّد كل يوم وكل ساعة، ما يعني أنَّ التجديد في أساليب ووسائل التوعوية المرورية يبقى «مطلبًا مهمًا» ولن يتحقق إلا إذا تعاقب على صناعة الرسائل الإعلامية والتوعية للمرور أكثر من جهة ومدرسة إعلامية مُختلفة، فنجاح أشخاص أو شركة مُعينة في صناعة المحتوى لفترة زمنية لا يعني استمرارها، بل يجب تجديد الدماء الشابة والاستفادة من أحدث الخبرات والمدارس والكفاءات الوطنية السعودية، التي يمكنها «صنع الفارق» على الأقل بأفكار وأساليب جديدة غير مُكرَّرة، تُسهم في تخفيض نسبة الحوادث وعدد الضحايا والمُصابين، وتحدُّ من ارتكاب المخالفات، وتزيد الوعي والتقيد بالأنظمة، فقط لنجرِّب ونحكم.
وعلى دروب الخير نلتقي.