علي الصحن
دخلت الأندية السعودية خلال الفترة الماضية -ولاسيما بعد انتخاب رؤسائها- مرحلة اختيار المدربين واللاعبين الأجانب للموسم المقبل، وهي مرحلة مهمة، لكن الأندية تفشل في الغالب فيها، رغم اختلاف الإدارات والإداريين، وتعدد الفرص والتجارب.. ولا أدل من هذا الفشل إلا عدد المدربين واللاعبين الأجانب الذين يتم تسريحهم، وإلغاء عقودهم تباعاً خلال الموسم، وبعضهم بعد جولتين أو ثلاث فقط منه، وفي الموسم الماضي مثلاً شاهدنا كم عدد المدربين الذين تم تغييرهم، بل إن بعض الفرق درَّبها أكثر من ثلاثة مدربين، وطال التغيير عدداً كبيراً من لاعبيها الأجانب، وهذا أمر غير طبيعي يشير إلى خلل كبير في العمل وآلية الاختيار، كما أنه عمل مكلف مادياً وفنياً، يجب أن توضع له حدوده والطرق المناسبة لعلاجه، علماً بأن الكثير تحدث عنه طوال المواسم الماضية، لكن الأندية لم تحرك فيه أي ساكن، ولم تتخذ الإجراءات التي تكفل لها الخروج من هذه الدائرة.
مشكلة أنديتنا أنها تتعاقد مع اللاعب بالنظر إلى اسمه، أو انصاتاً لمطالب الجماهير، وما قد يروجه السماسرة عن اللاعب ومستوياته الفنية وتاريخه على المعشب الأخضر، دون النظر إلى قيمته الفنية ومقارنتها بحاجة الفريق الحقيقية له.
ومشكلة بعض الأندية أنها تبعثر أموالها على لاعبين تعجز عن التخلص منهم فيما تبعد وربما تدخل معهم في دعاوى وشكاوى، ثم تتبرم من قلة المال وضيق الحال ولا تكف عن السؤال.
وبعض الأندية تتعاقد مع مدرب لاسمه شنة ورنة في عالم التدريب، وتعتقد أن ذلك كاف لضمان نجاحه، لكنه في النهاية يفشل ويغادر سريعا، والسبب (أنه لا طريقته الفنية ومدرسته التدريبية لا تناسب الفريق / تم فرض أسماء اللاعبين عليه ولم يمنح فرصة اختيارهم وانتخاب من يتناسب مع طريقته / مطالبته بتحقيق نتائج سريعة وملموسة فور بداية مهمته مع الفريق وعدم منحه الوقت الكافي للعمل وفرض أسلوبه على الفريق / التدخل في عمله... الخ) ثم تقع الأندية في نفس الخطأ وتدور في نفس الدائرة، وفي كل مرة يغادر مدرب ويحضر مدرب، وما من نجاح ملموس، أو تغيير في النتائج.
تخسر الأندية في الغالب داخل الملعب وخارج الملعب بسبب سوء اختياراتها وضعف قراراتها، يتكرر ذلك كل موسم دون أن تتعلم، ودون أن تغير من سياستها وطريقتها وإدارتها للأمور، واليوم نحن مقبلون على مرحلة مختلفة، وإدارات منتخبة، نأمل أن تتغير الصورة النمطية لاختيارات اللاعبين والمدربين الأجانب، وأن يكون هناك أطر وسياسات مناسبة لهذا الاختيار، وأن يترك الإداريون الأمر برمته للفنيين في هذا الشأن، وأن يدعوا تزكيات وإشادات السماسرة جانباً، فهؤلاء لا هم لهم إلا المال، كما أننا قادرون -بكم لقطة فيديو- على تمرير لاعب عادي وتصويره بأنه اللاعب الذي لا يشق له غبار.
ينتظر الشارع الرياضي شيئاً مختلفاً ونهجاً مغايراً من الأندية فيما يتعلق بلاعبيها ومدربيها، فهل تحقق له تطلعاته.. أم يدوم الحال على ما كان عليه؟