مها محمد الشريف
بعد أن علقت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية على نتائج الانتخابات على منصب عمدة مدينة اسطنبول، التي خسرها مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم لصالح مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، وقالت إن التصويت يشير إلى تحول في هيمنة رجب طيب أردوغان على تركيا.
حيث ستنعكس هذه النتيجة الكبيرة بفارق 800 ألف صوت بشكل كبيرعلى شعبية أردوغان وستؤثر عليه في الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة، فلم تعد سياسات الغطرسة تجتذب الشعب التركي ولن يكون فوز حزب المعارضة من قبيل المصادفات. بل هي رسائل توجه نحو مصير الانتخابات لحزب العدالة والتنمية وطور الحياة القادمة، وكان فوز المعارضة في مارس/آذار قد ألغي بعد أن ادعى حزب العدالة والتنمية حدوث مخالفات مزعومة، ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل وبذلك تنهي هذه النتيجة 25 عامًا من حكم العدالة والتنمية لاسطنبول.
إننا ندرك بأن تطلعات الشعوب تمتلئ وتكتمل إذا عملت الحكومة لصالح الداخل أولاً، انطلاقاً من اعتقادهم الراسخ بدور الدولة ومهامها الأساسية والأكثر أهمية في رعاية شؤون الفرد والمجتمع، ونلاحظ أن الشعب التركي بات يردد بعد انتهاكات مخفية العبارة المشهورة «من فاز باسطنبول فاز بتركيا» ورددها أردوغان سابقًا مع العديد من الرؤساء، لعدة اعتبارات لأهمية اسطنبول من عدة نواح اقتصادية وسياحية والتي تضم العدد الأكبر من سكان تركيا، وبالنتيجة هذه خسر أردوغان الركيزة الأساسية للشعب والسمات الأكثر جوهرية.
مع ذلك، كانت هناك جوانب سلبية لهذا الفوز على أردوغان مثل هذه الإخفاقات سيخسر كثيرًا من مفاصل البلد وكثيرًا من موارد هذه المدينة التي تقدر بالمليارات، فهناك عقبات وعراقيل حقيقية ستواجه حزب العدالة والتنمية وباتت مؤشرات تلوح بالأفق إذا قدمت المعارضة أوراق اعتمادها في الانتخابات المقبلة وستشهد منافسة قوية بين الأحزاب -حزب الشعب الجمهوري وحزب العدالة والتنمية- في حال استعداد حزب المعارضة الفائز للتقليل من هواجس الخوف الرئيسية الاقتصادية والحذر واليقظة لكافة الاحتمالات من خلال تحسين لخدمات وملامسة هموم الشارع التركي.
لا شك أن حزب المعارضة يعد ضمن الطبقة السياسية كمعارضة قوية جداً قالت كلمتها الأخيرة إلى درجة انتقاله بسرعة للدعم الأساسي من الشارع ووسط حشد كبير من جمهور المرشحين الرئيسين، فهل تعد هذه النتيجة استفتاء لانتخابات مبكرة؟ أم أن حزب المعارضة بقيادة أكرم إمام أوغلو لا يستطيع تحمل هذه التركة الثقيلة من اقتصاد منهمك ومتهالك؟!