عندما يتحول الأمان إلى مصدر خوف وقلق، والطمأنينة والسكينة إلى اضطراب واعتداء، والصدق إلى كذب، والوفاء إلى خيانة وغدر إلى أين سنصل وكيف سيكون التعايش في زمن نرى فيه الانحدارات والتردي إلى أبشع المستويات. من المثير للقلق أن يتحول من كان السند والصديق الذي لا يخون إلى مفتعل للمصائب وصانع كمائن.
جميعنا نرى أن الأب هو الأمان والمربي هو السند والقائم على إصلاح اعوجاج أبنائه بل هذه الحقيقة التي لابد أن تتوفر في كل مجتمع لتكوين لبنة صالحة يقوم عليها الوطن والمجتمع كافة.
لكن ما هو مثير للَّغط والجلبة قيام والد بعكس هذا ومحاولته تدمير مستقبل ابنه البالغ 25 عاما. حيث قام أحد الآباء في إحدى محافظات المنطقة الإدارية جازان باتهام أحد أبنائه بالاعتداء على زوجته الثانية بالضرب والعبث بمحتويات منزلها بدافع السرقة بعد أن جمع إخوته غير الأشقاء (من امرأة غير المدعية)، وقامت الزوجة بتزويد رجال الشرطة بمواصفات ذلك الابن، وتم استدعاؤه والتحقيق معه بالرغم من عدم توفر تقرير طبي يفيد بالحادثة.
و لكن الله هو القادر على كل شيء وهو الذي يضع القضاء ثم يضع الرحمة فيه فقد كان الابن على سفر وقد علم بالاستدعاء بمجرد وصوله للمحافظة وتوجه مباشرة لمركز الشرطة وتمت تبرئته نظرا لعدم تواجده في المنطقة ذلك اليوم، وقد طالب الابن برد اعتبار ولكن رجال الشرطة أقنعوه بالعدول عن الأمر لأن المدعي والده. فأعرب الفتى بأن والده ووالدته متهاجران لما هو أكثر من ثلاثة أعوام ونصف، وأن الأب لم يسأل عنهم منذ ذلك الحين وأنه يرفض دخولهم لمنزله كما يرفض أن يزوروه في الأعياد ويقوم بطردهم، كما أن والدته الآن هي وأبناؤها يعيشون في منزل يقوم بتوفيره أخوها وهو المسؤول بشكل كامل عن نفقتهم بجانب أن والدته تقوم بالعمل لتوفير عيش رغيد لأبنائها وإنها قبلا كانت تقوم بهذا وهي من كانت توفر مصروفهم وذلك نظرا لكونه يرفض أن ينفق على أولاده ويرفض تطليق أمهم وتركها في حال سبيلها، كما أنه يمشي بأحاديث بين الناس ويقوم بسب أهل زوجته واستخدام أبشع الألفاظ حيث وصلت أحاديثه للقذف، وإن أهل والدته بعد أن تم إبلاغهم بما يقول قاموا برفع قضية لرد اعتبارهم. وهذا ما جعل والده يدبر هذه المكيدة للإيقاع بابنه وإرغام أهل والدته بالعدول عما هم في صدى القيام به. لأنه يعلم أن خال أبنائه لن يقدم على شيء فيها أذى لأخته أو أبنائها. لكن في النهاية تنازل الابن عن حقه وتم إغلاق المحضر.
«إن لم تملك القدرة على أن تكون أبا حقيقيا فلا تنجب الأطفال».