هناك رجال لا تستطيع أن تُحيط بسيرتهم ومسيرتهم ولا أن تُدونها في كلمة أو ترصُدها في كتاب.. ولا أن يُحدث عنها شاعر في قصيدة أو يُخلدها في ديوان.. تلك هي حكاية 60 عاماً أو تزيد من عام 1374 هجرية قد قضاها المُعلم الشهم العلم.. ورفيق الريشة والقلم.. والمُلهم لأصحاب الهمم.. القدوة في نفسه العزوة لغيره.. الأستاذ/ إبراهيم الأحمد العمر «أبا نسيم» قضاها ذلك المؤثر على نفسه والمؤثر في غيره من أجل شباب المجمعة تربوياً وثقافياً واجتماعياً ورياضياً، فكان الاستثناء كرجل ثم كنتيجة وبعدها كأثر دائم وعلاقة أبدية وختاماً تواصل حميم.
المعلم القدوة والاستثاء في التربية الأستاذ «إبراهيم العمر» أتى مثلما يأتي الغيث على شباب المجمعة، فسقاهم بلطف أبوي حتى ارتووا أدباً وثقافةً وحسن تربيةً وتديناً وسطياً ورقياً في التعامل وتألقاً في الحوار وأدباً في الاستماع وارتفاعاً في الذائقة على شمولها وتنوع مشاربها، كان الظل الوارف والأكثر أماناً والأقدر ثقةً لشباب ذلك العصر الجميل، ارتبط بهم وارتبطوا به، يعرفهم ويعرفونه، يرددون ذكرياته اليوم بشيء من الفخر به والفخر أن كانوا معه، لم ينسوا تضحياته من أجلهم وبحثه عما يسعدهم وينمي ثقافتهم ويربطهم بأسرهم ومدينتهم وناديهم فكان ذلك العشق منهم لكل شيء جميل غرسه فيهم، صاغ مع شباب المجمعة في الأمس وهم رجال اليوم باقتدار كيف تكون الرسالة الرياضية والهدف الشبابي في نقص تام إذا نزع منها الجانب الثقافي والاجتماعي، وكيف يكون الكمال في الشباب إذا توافرت الأركان الثلاثة وهو ما حصل بالفعل وتناقلته الركبان عن المجمعة وشبابها الذين أخذوا المراكز الأولى ثقافياً على أندية الوطن الواسع في جميع الجوانب الثقافية وتنوع فنونها عندما كانت المسابقات الثقافية نشاط دائم بين الأندية وبرنامجاً أصيلاً تفرضه رسالة الشباب في ذلك الوقت الثري في حياة ذلك الجيل، وكذلك كانت المبادرة الاجتماعية بالعديد من الأنشطة والفعاليات لشباب المجمعة طيلة الأعوام السمان بوجوده وفريق عمله الذي أحب الإنجاز معه وساعدوه عليه وصدق البناء بصدق النوايا ومازال الأثر قائماً.
وكما قيل فالناس لا تجمع على باطل.. وقبل ذلك تحقيقاً لما ورد عن رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه أن خير الناس أنفعه للناس.. وهو ما ندين الله به لهذا الرمز المتجدد في العطاء والتأثير الذي تسكن قلبه المدينة الغالية التي يراها ليست ككل المدن.. وقد ارتبط بتفاصيل المدينة والناس والنادي حتى في سنوات عمله في الرياض ثم عاد إليها مربياً ومعلماً وموجهاً ومديراً عاماً للتعليم فيها وهو الذي قد كان رمزاً مؤثراً وقيادياً للمعهد العلمي الذي خرج رجالات يشار لهم بالبنان مثلما يشار لرياضي ومثقفي المدينة الغالية عاصمة إقليم سدير الذي امتد أثر قدوتنا للإقليم في عدة مجالات ومنافسات وأنشطة وفعاليات متنوعة ومتعددة.
تنوعت مجالات الرمز في العطاء بين معلم ورئيس للنادي ومدير للمعهد العلمي ثم عاد لها مديراً عاماً للتعليم، وعضواً في مجلس المحافظة ورئيساً للجنة الأهالي بعد تقاعده من العمل الحكومي.. ولم ينقطع عن نفع المدينة ومتابعة مشاريعها وزيارة المسؤولين مع بعض الأهالي للمتعثر منها، وكذلك الارتباط الدائم بمناشط النادي وتقدمه وثباته وتعزيز وجوده في مصاف الأندية الممتازة والمساهمة في اختيار وإقناع فريق العمل الذي يدير دفة النادي، مع بذل النصح الدائم لهم، وهذا تأكيد الاستثناء لهذه القامة الصادقة الحب والعطاء.
ختاماً.. لن نحيط بما يستحق الأستاذ/ إبراهيم الأحمد العمر.. ولكننا نحمل بصدق الامتنان له والعرفان بما قدم من عطاء والشكر بكل إضافة قدمها للمكان والإنسان في مجمعة الوفاء للأوفياء، وأخيراً الدعاء الصادق له بدوام الصحة والعافية والشفاء التام وأن يعيده لنا كما عهدناه مبادراً ذا عطاء لا يتوقف.
** **
- محب الرمز وتلميذه والممتن له عضو المجلس البلدي بمنطقة الرياض